عطية السهيمي

لم يكن يوم 24 نوفمبر من العام الماضي عاديا، ففي ذلك اليوم كسر الهلال عقدة لقب دوري أبطال آسيا الذي غاب عنه 19 عاماً، ومنها تأهل للعالمية واحتل المركز الرابع.

24 نوفمبر.. هو اليوم الذي لن ينساه أي عاشق لنادي الهلال، ففيه انتهت مقولة «العالمية صعبة قوية» التي أزعجتهم كثيراً، وتحولت الآن لمقولة «الآسيوية صعبة قوية»، وهذه المرة المقصود هو نادي النصر الذي لم يسبق له أن حقق لقب دوري الأبطال من قبل!

من بعد 24 نوفمبر بدأ النصر العمل على تحقيق البطولة الآسيوية حتى لا يدخل في عقدة تشبه العقدة التي كان يعاير بها جاره الهلال، فطوال التاريخ كان الهلاليون يتفاخرون بعدد بطولات ناديهم التي تقترب من الستين وبمسافة شاسعة عن أقرب منافسيهم تقترب من النصف، بينما كان يكتفي النصراويون بمقولة «العالمية صعبة قوية»!

لن يرحم الهلاليون النصراويين على تلك السنوات المليئة «بالطقطقة»، والجدل الكبير الذي كان يدور حول الوطنية ومفهومها، ولكن السؤال الآن هل يتحمل النصراويون «الطقطقة» الهلالية أم لا؟

النصر لا يريد أن يضع نفسه في محل السخرية والطقطقة، ولا يريد أن يطول غيابه عن تحقيق البطولات الآسيوية حتى لا تصبح مع مرور الزمن عقدة، لهذا نجده يتحرك في صفقات محلية من العيار الثقيل مثل عبدالفتاح عسيري، وقبله عبدالمجيد الصليهم وأمين بخاري.

النصر عرف اللعبة جيداً، فالهلال لم يحقق الآسيوية لأنه يملك عناصر أجنبية مميزة، بل لأنه يمتلك قوة كبيرة في الأسماء المحلية تجعل منه مرشحاً دائما للقب الآسيوي، ولاعبوه دائماً ما يكونون الأكثر تمثيلاً للمنتخب الوطني لكفاءتهم الفنية العالية.

في الختام، رغم هذا الحراك النصراوي الكبير في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين محليين على أعلى مستوى، إلا أنني أتوقع ألا يحقق النصر لقب دوري أبطال آسيا قبل 3 مواسم (على الأقل)، فلاعبوه يحتاجون للتجارب والمشاركات والتأقلم مع ضغوط البطولة الآسيوية، والتي تفوق ضغوطها المباريات المحلية بأضعاف مضاعفة، وفي توقعي أيضاً أن الهلال خلال السنوات الثلاثة القادمة سيكرر مشهد 24 نوفمبر.