الأحساء: عدنان الغزال

قدّر عضو لجنة التنمية الزراعية في غرفة الأحساء، الخبير في الإرشاد الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة، شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد الحليبي إجمالي حجم كميات الرطب الجاف، الذي يعرف محلياً بـ«البسر» المحولة إلى «سلوق» في مزارع واحة الأحساء الزراعية بـ50 طناً سنوياً، يصل سعر الكيلوجرام الواحد منها إلى 25 ريالاً في الأسواق المحلية، بإجمالي مبيعات تتجاوز الـ1.25 مليون ريال، وتصدر كميات منه إلى بعض دول الخليج، ودول شرق آسيا، حيث ينقل بحراً إلى تلك الدول، نافياًَ بالقطع أن تكون عملية طبخ «البسر» وتحويله إلى «سلوق» من قبيل الغش التجاري، كما يشيع البعض، مؤكداً أنها ممارسة قديمة تحوّل البسر إلى رطب مكتمل النمو والنضج، وتهيئه لإدخاله إلى الأسواق لبيعه كرطب مكتمل النضج قبل موعد جني الرطب، حيث يباع بأسعار مرتفعة كبشرى «باكورة» الرطب.

صناعة تحويلية

أشار الحليبي لـ«الوطن» إلى أن عملية تحويل محصول «البسر» إلى «سلوق»، هي واحدة من أبرز الصناعات التحويلية للتمور في الأحساء وفي مزارع النخيل بالمنطقة الشرقية من المملكة، وبعض دول الخليج العربي، وتتخذ مسميات محلية متعددة، وتستهدف تحويل «البسر» إلى مطبوخ ومجفف تحت أشعة الشمس الحارة، حتى يصبح قاسياً، وتهدف إلى حفظه لفترات زمنية طويلة تمتد لأكثر من 24 شهراً دون أن يتعرض للفساد، كما تستهدف 4 أصناف من أشجار النخيل، وهي: الشبيبي، والزاملي، والخنيزي، والبرحي، وتؤمن مادة غذائية مناسبة لمرضى داء السكري، إذ يحظى السلوق بنسب سكريات مناسبة لمرضى السكري، وهو نادر التعرض للإصابة بالآفات الحشرية، وموعد جني هذه الأصناف خلال يوليو من كل عام، حيث تشهد أيام يوليو ارتفاعاً في درجات الحرارة.

الإخضاع للطبخ

بيّن الحليبي أن طبخ رطب «البسر»، طريقة قديمة ومستخدمة في بعض دول العالم المنتجة للتمور، إذ أن نمو طرب «البسر»، يتوقف عند هذه المرحلة، ولا ينتقل إلى مرحلتي الرطب والتمر، فيتم إخضاعه للطبخ في مواقد كبيرة لإنضاجه، ليكون مقبولاً للاستهلاك الآدمي، ويسمى في بعض دول الخليج العربي بـ«التبسيل»، وتشهد أعمال طبخه داخل المزارع ما يشبه الاحتفالات التي تجتمع فيها أفراد الأسرة الواحدة من ملاك المزارع، أو بين مجموعة من المزارعين داخل النطاق الجغرافي المتقارب لمساعدة بعضهم بعضا في تحويل محصول مزارعهم من أصناف هذه المحاصيل إلى «سلوق»، موضحاً أن الأحساء كانت تشتهر بإنتاج «السلوق»، وتتخذ مواقع محددة معروفة عند المزارعين لإنضاج وإنتاج «السلوق»، ويتم تصدير ونقل كميات كبيرة منه إلى بعض الدول الأخرى، وذلك بعد طبخه إلى درجة الغليان.

مصدر اقتصادي

قال الحليبي «تثبت مصادر التاريخ المرتبطة بزراعة أشجار النخيل في الأحساء أن تجارة «السلوق» قديمة في المنطقة، وقد أكد كثير من المؤرخين والمهتمين بالنخيل والتمور أن صناعة «السلوق» تعد مصدرا اقتصاديا جيداً لمزارعي أشجار النخيل في الأحساء على مدار العام بفضل سهولة تخزينه، واستمرار مستوى جودته عالياً لفترة زمنية طويلة مقارنة بـ«الرطب» الذي قد لا يتجاوز أياماً أو أسابيع محدودة، كما أنه لا يتطلب تبريداً لتخزينه.

وعزا تسميته بـ«سلوق» إلى أن هذه الكميات من الرطب المجفف، يتم سلقها «وضعها في ماء مغلي» داخل قدور كبيرة لفترة زمنية، وذلك بعد تنظيفها وإزالة كافة العوالق فيها، ووضع بعض الإضافات وبمقادير مناسبة حتى يتغير لونها إلى بني «المحمر»، ومن ثم يتم نشره لتجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة زمنية تصل إلى أسبوعين، ومن ثم يصبح جاهزاً للتناول، ويراعى فيه طبخ المحصول في موعده المحدد، وعدم وضعه أثناء التجفيف بشكل متراكم حتى لا يتعرض للتلف، وإبعاده عن المواقع الرطبة، وتعبئته بعد تجفيفه بشكل كامل.

50 طنا: من البسر تحول إلى سلوق في الأحساء

25 ريالا: سعر الكيلوجرام الواحد

1.25مليون ريال: إجمالي المبيعات سنويا

شروط لعملية التحويل:

- سلق البسر عبر وضعه في ماء مغلي

- استخدام قدور كبيرة للغلي

- يغلى البسر داخل القدور لفترة زمنية

- تنظيف البسر من العوالق يسبق غليه

- ينشر البسر بعد سلقه تحت أشعة الشمس لمدة أسبوعين

- يراعى طبخ المحصول في موعده المحدد

- يجب عدم وضع المحصول أثناء التجفيف بشكل متراكم

- يبعد المحصول خلال التجفيف عن المواقع الرطبة

- يعبأ المحصول بعد التجفيف الكامل

- توضع إضافات بمقادير محددة لتغيير لون البسر