لا أدري عن أي سعودة نتحدث! فكل ما حولنا لا يعطي أي دلالة على وجود حراك حقيقي وجاد نحو السعودة.
سأحصر حديثي عن موقع واحد من المفترض خضوعه بالكامل للسعودة، ألا وهو المطار.
جولة بسيطة داخل أي مطار من مطارات المملكة تعطيك ملمحا واضحا عن حراك السعودة الذي لم يواكب، حتى اللحظة، حجم البطالة الذي يفتك بشبابنا.
عشرات الوافدين يديرون أكشاك تأجير السيارات في المطارات، رغم أنه عمل يتناسب مع شريحة كبيرة من المواطنين، فهل لدى شركات تأجير السيارات حصانة ضد برنامج نطاقات وبرامج السعودة الأخرى؟ أم قصرت وزارتا النقل والعمل ولجان السعودة عن متابعتها!.
ستشاهد أيضاً خلال جولتك في المطارات عشرات الوافدين الذي يعملون في الخدمات الداعمة ويلبسون زي هيئة الطيران المدني، وهنا ستتساءل مجدداً: هل هيئة الطيران المدني خارج إطار السعودة؟!!.
وقبل أن تغادر المطار، سيسألك أحد الوافدين عن الوجهة التي تود إيصالك إليها، لتكتشف بأنه مسؤول عن سيارات ليموزين المطار وستلاحظ أيضاً بأن في داخل كل سيارة وافد آخر!.
في أحد المطارات، توقفت أمام السعودي الوحيد الذي يعمل في أحد أكشاك تأجير السيارات، سألته عن سبب غياب السعوديين والسعودة، فقال لي سعودتنا نص استواء، فلجنة السعودة تأتي خلال العمل الرسمي صباحاً، والغريب في الأمر أن قبل وصولها بدقائق تقوم شركات تأجير السيارات بإرسال موظفيها السعوديين ليقفوا في الأكشاك حتى مغادرة اللجنة، ثم يعود الوافدون للعمل كالمعتاد.
بالطبع لن نفكر بأن هناك تنسيقاً بين لجان السعودة وشركات تأجير السيارات والعياذ بالله، ولكننا سنفكر وبعمق في ما تقوم به تلك اللجان، وما أنجزته، وما حققته؛ ونحن نشاهد آلاف الوافدين يمارسون أعمالا إدارية محترمة لا تتطلب مهارات خارقة، ولا مؤهلات صعبة؛ فيما يقترح علينا البعض تشغيل أبناءنا عمال نظافة.