جازان: محمد الحسين

تتميز منطقة جازان بوجود شجرة الأراك المنتشرة في عدد من الأودية والسهول في العديد من المحافظات ومنها الدرب وصبيا وبيش، والتي يستخرج منها السواك وكذلك تثمر منها فاكهة تسمى الكباث، والذي جعل منها قيمة اقتصادية للمواطنين والمقيمين، حيث تشهد إقبالا كبيرا عليها من أهالي المنطقة في هذه الأيام من مختلف الأعمار، ولا ينتظرون نزولها إلى الأسواق، بل يتسابقون لرحلة البحث عنها ولجنيها من تلك الأشجار، في أوقات الصيف عند نضوجها.

عادات وتقاليد

قال المواطن موسى أبوقدعة، إن الكباث أقدم الأنواع التي عرفناها فهو يشبه الكرز لكنه أصغر حجما وألذ طعما وله نوعان حار وبارد، مضيفا أن منافعه كمنافع الأراك يقوي المعدة ويسهل عملية الهضم ويجلو البلغم وينفع في أوجاع الظهر.

وأشار إلى أن شجر الأراك تثمر الكباث ويستخرج من جذورها المساويك، وأوراقها وأغصانها تضفي قيمة غذائية كبيرة للإبل، وتعد الثمرة خلاصة تلك الفوائد وأحرص في كل موسم على الذهاب بالعائلة لقطف نبات الكباث والاستمتاع بعادات وتقاليد الأجداد، مطالبا بضرورة الاهتمام بزراعة الأراك والمحافظة عليها من الاندثار.

فاكهة موسمية

أبان محمد خلاف بائع المساويك أن عملهم في استخراج المساويك وجني الكباث ويعد للبيع من قبل مجموعة من الأصدقاء فعادة نطلع في مجموعات لاستخراج السواك من عروق شجرة الأراك أو الرديف وبالعادة تستغرق عمليات البحث يوما كاملا إلى أسبوع حتى نحصل على كمية مناسبة ونقوم ببيعها ولأنه ليس لها وقت أو موسم معين فبيع السواك مستمر طوال العام ودخله مضمون، بينما رحلة البحث عن الكباث تكون صيفا وله زبائن من داخل المحافظة وخارجها، إذ يباع الكيلو في السابق وقبل فيروس كورونا بـ45 ريالا ويصل في هذه الأوقات مع الجائحة إلى 20 ريالا بسبب وفرة الإنتاج وانعدام الزبائن عن السابق، وقال تقطف الثمرة في أوقات الصيف ومع اشتداد الحرارة، كما أن شجر الأراك يتكاثر في العديد من محافظات منطقة جازان وهذا ما جعلها فاكهة موسمية صيفية ويزداد الإقبال عليها.

أشجار نامية

أفاد فرع البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان لـالوطن بأن نبتة الأراك أحد أهم أنواع الأشجار النامية طبيعيا في المملكة بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص، وشجرة الأراك، أو كما تسمّى أحياناً شجرة السواك هي من فصيلة الزيتونيّات، وهي أشجار دائمة الخضرة شبيهة إلى حدٍ كبير بأشجار الرمّان، من حيث شكل الأوراق. وشجرة الأراك كثيفة الأوراق والأغصان، وانتشارها يكون واسعاً، ولها أزهارٌ صفراء تميل للخضرة، ولها أيضاً ثمارٌ صغيرة، اسمها الكباث يكون لونها أخضر، ثم يتغير لونها للأحمر، ثم يصبح لونها أسود، ولها طعمٌ حلو.

وتعيش أشجار الأراك في المناطق ذات الحرارة المرتفعة الحارّة والاستوائيّة، وتكثر بشكلٍ كبير في الأودية الصحراويّة، وتقل في المناطق الجبليّة، وحالياً تعيش بكثرة في مناطق الجزيرة العربية في المملكة، خصوصاً في جازان، وتعرف علميا باسم سلفادورا بريسكا، ويستخرج منها السواك والكباث.

تَكْمُنُ فوائدُ شجرةِ الأراك بشكلٍ أساسيٍ في سيقانها السطحية التي تُسخدمُ في صنع سواك الفم؛ عدا عن الفوائد الأخرى لثمارها التي ينتفعُ بها الإنسان والحيوان والطير، وتعتبرُ ثمارُ شجرةِ الأراكِ والمعروفة قديماً بالكُبَاث ذات فائدةٍ طبيةٍ إضافة لفوائدها الغذائية المختلفة، فهي تستعملُ بوصفات الطبِّ البديل لعلاج عددٍ من الأمراض مثل: المعدة، وآلام الظهر، وآلام البواسير، وأمراض، المسالك البولية حيث يتمُّ أكله مطبوخاً ليساعدَ على إدرار البول، والتخلُّص من غازات البطن، وفوائد أوراق شجرة الأراك أنه يعتبر مغلي أوراقه من المسهلات الجيدة للأمعاء؛ وذلك للتخفيف من حدَّة الإمساك، والتقليل من آلام المفاصل والروماتيزم.

فوائد بيئية واقتصادية

أشار الفرع، إلى أن لنبات الأراك فوائد بيئية واقتصادية مهمة حيث تساعد على تثبيت التربة وعدم تدهورها وتثبيت الكثبان الرملية وحماية التربة، وتعمل كمصدات حماية من الرياح للمحاصيل الزراعية وكذلك توفر المأوى للكثير من الحيوانات، وأما أهميتها الاقتصادية لسكان المنطقة فهي تعمل كمصدر دخل رئيسي للعديد من المواطنين، حيث يشتغلون ببيع المساويك، وقامت بعض الشركات المنتجة للمواد الطبية بمحاولة إضافة مستخلص نباتي من شجرة الأراك وتضمينه في منتجاتها بصورة تجارية.

من فوائد شجرة الأراك

غذائية للإنسان والحيوان والطير

طبية في علاج المعدة وآلام الظهر والإمساك

بيئية في تثبيت التربة، والكثبان الرملية

اقتصادية كمصدر دخل لمواطنين ومقيمين