أستغرب من الذين يلومون جامعة الحدود الشمالية لاستعراضها بـالصقر في جناحها بمعرض المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالرياض، ويقارنون ذلك باستعراض الملحقية اليابانية ربوت إنسان آلي في ذات المعرض.
جامعة الشمالية لم تصنع شيئا حتى الآن، ولم تقنع أهل الشمال أن لديهم جامعة، فطلابها يتلقون التعليم في مباني مدارس أقصى حدودها المرحلة الثانوية، لا تتجاوز طاقتها 500 طالب لم يبلغوا 18 عاما.
بعد 5 سنوات تلاشت كل الصور الذهنية عن التعليم العالي والأكاديمي من أذهان شباب الشمال، لأنهم لم يروا القاعات ولا المعامل ولا المختبرات ولا المشرف الأكاديمي، فلا تزال الدراسة في فصول بمباني مدارس، ولم يدخلوا المعامل والمختبرات ولم يسمعوا عن المشرف الأكاديمي الذي يرشدهم في طريقهم الجامعي! وسأزيد الطين بلة لأقول:
إنه ربما تستعين الجامعة بـالدحة والهجيني والسامري، وكم رأس من الغنم والإبل في المعارض القادمة، لتقنع طلاب الثانويات بالانضمام إليها لكسب تعليم جامعي.
أحد الخبثاء أيد رأيي بحق جامعة الشمالية باستعراض الصقر أو الاستعانة بـالدحة والأغنام والإبل، مؤكدا على ذلك بقوله: الملحقية الثقافية اليابانية من خلال مشاركتها تقول من يدرس في اليابان ربما سيصنع يوما ما (إنسانا آليا) يخدم البشرية، وجامعة الشمالية تقول من يدرس عندنا لن تتعدى قدراته حين يتخرج الموروث الشعبي من تربية الصقور ورعي الأغنام وأداء السامري والدحة. وعلى ذلك هل يحق لطلاب جامعة الحدود الشمالية أن يطالبوا بافتتاح تخصصات جديدة تشمل تربية الصقور ورعي الأغنام وفنون السامري والدحة والحداء والهجيني..!
وزير التعليم العالي زار جامعة الشمالية مرتين منذ تأسيسها قبل 5 سنوات وسيزورها ثالثة خلال أيام، ولا شيء جديدا تغير، فكلياتها لا تزال في مبان مستأجرة متهالكة وضيقة لا تعرف وسائل التعليم الحديث، ولا تزال أكاديميات غير سعوديات يدرسن في كليات البنات، بينما السعوديات يبحثن عمن يوظفهن في جامعتهن دون تعقيد.
(بين قوسين) مطلع العام الجاري نشرت الوطن خبرا عن غضب مدير جامعة الشمالية من عميد القبول والتسجيل لتأخر إنجاز تسجيل الطلاب ووبخه في اتصال هاتفي أمام عمداء الكليات، فنُقل العميد المُوبّخ ليكون عميدا لهيئة التدريس والموظفين!