نيودلهي: رويترز

مبادرته أعادت إلى الأذهان صورة المهاتما غاندي

تضخمت الاحتجاجات في الهند أمس دعما لناشط بدأ إضرابا عن الطعام حتى الموت بالسجن في إطار حملة لمكافحة الفساد وذلك في مواجهة بدا أن حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينج تعجز عن إنهائها.
وقال سينج البالغ من العمر 78 عاما الذي يواجه انتقادات واسعة بأنه بمنأى عن الجماهير، إن إضراب النشط انا هازاري الذي يهدف إلى سن قوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد أسيء فهمه تماما مما أثار غضبا شديدا وصاح نواب بالبرلمان ياللعار. وقال ارون جايتلي أحد زعماء حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المعارض إنها صرخة إنذار لنا جميعا ما لم نرتب بيتنا. الناس في هذا البلد أصبحوا ساخطين.
وبدأ هازاري (74 عاما) الإضراب عن الطعام أمس بينما احتشد الآلاف من أنصاره أمام السجن الذي أودع فيه أول من أمس. ورفض هازاري ترك السجن بعدما أمرت الحكومة بإطلاق سراحه، وهو يصر على مطالبته بقوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد المستشري في البلاد، وعلى حقه في العودة إلى الساحة التي كان يعتزم الإضراب فيها عن الطعام وذلك قبل أن يترك السجن.
وبدا أن قرار احتجاز هازاري والتراجع المفاجئ عنه يؤكدان إحساسا واسع النطاق بأن حكومة سينج تفتقر إلى الكفاءة وتلاحقها فضائح الفساد لدرجة أنها لم تعد قادرة على حكم ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بشكل فعال.
وخرجت الاحتجاجات الحاشدة دعما لهازاري الذي كان يرتدي جلبابا وغطاء رأس أبيض ونظارة على نحو يعيد إلى الأذهان صورة زعيم الاستقلال المهاتما غاندي.
ونظم الآلاف من المزارعين والطلاب والمحامين مظاهرة في ولاية اسام بشمال شرق الهند. وفي بومباي العاصمة المالية للهند رفع 500 شخص علم الهند وارتدوا غطاء رأس كالذي كان يضعه المهاتما غاندي وأخذوا يهتفون في إشارة إلى هازاري أنا أنا.
وفي مدينة حيدر أباد مركز صناعة تكنولوجيا المعلومات قاطع المحامون المحاكم وترك الطلاب الفصول وخرج المئات إلى الشوارع.
وبدأ الآلاف إضرابا فجائيا عن الطعام في ولاية اندرا برادش الجنوبية وهي معقل لحزب المؤتمر الهندي ونظموا اعتصامات وأغلقوا الطرق وشكلوا سلاسل بشرية.والمظاهرات جزء من الحياة اليومية في البلدات والمدن الهندية لكن الاحتجاجات الواسعة والتلقائية نادرة وفوجئت الحكومة بنطاق الغضب الشعبي هذا الأسبوع.
وهناك خطط لخروج مزيد من المظاهرات في أنحاء الهند ويتوقع خروج مظاهرة كبيرة في دلهي اليوم.
وعقد حزب المؤتمر الحاكم اجتماعا طارئا لمناقشة الأزمة لكن بدا أن غياب زعيمة الحزب سونيا غاندي بسبب مرض لم يكشف عنه أضعف عملية صنع القرار في الحكومة بشكل أكبر.