التفوق والتميز والنجاح صفات لا ينالها سوى المجتهدين والصابرين.. أول حكمة يتعلمها الطالب العربي في المدرسة هي من جد وجد، ومن زرع حصد.. الكل يتمنى لنفسه ولأبنائه النجاح، لكن القليل من يعمل ويجتهد ويبحث ويحقق الأسباب.. الكُسالى لا يحصدون سوى الفشل، وكما في القول الشعبي: ليت ما تعمر بيت!
بعض القصص تُساق للفائدة.. من هذه القصص قصة نفاع عبدالله العنزي الذي استطاع النجاح بعد جهد متواصل ودؤوب.. وتحول لعنوان للمثابرة والجد والاجتهاد.
يقول نفاع: مشكلتي أنني درست وعمري كبير.. ثابرت واجتهدت وتجاوزت السادس الابتدائي.. وفي المرحلة المتوسطة رفضوني.. قالوا لي عمرك كبير.. لم أشعر باليأس لحظة واحدة.. تعينت كاتبا في المدرسة المتوسطة، وواصلت تعليمي بها في المرحلة الليلية.. تجاوزت الثالث المتوسط بعد مثابرة حثيثة.. كنت أدرك أن الاجتهاد هو مفتاح النجاح.. دخلت المرحلة الثانوية.. كنت أعمل في المدرسة نهارا وأدرس فيها ليلا.. تفوقت عاما تلو عام ـ وما المرء إلا جده واجتهادهـ حتى تجاوزت المرحلة الثانوية.. لم يتوقف طموحي على الرغم من كوني كنت كبيرا في السن.. حيث التحقت عن طريق الانتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض لغة عربية، وثابرت واجتهدت وسهرت الليل حتى تخرجت بفضل الله في أربع سنوات.. وتعينت مدرسا بنفس المدرسة.. ثم أصبحت وكيلا.. واليوم أنا مدير المدرسة!
ـ طعم النجاح جميل، لكن هل ستنتهي طموحات نفاع عبدالله العنزي ـ مدير متوسطة وثانوية الرقعي ـ عند هذا الحد؟ ـ لا أعلم ـ لكن ربما نعرض مستقبلا ـ بحول الله ـ فصولا جديدة مثيرة في قصة هذا الطالب العصامي الذي جاء من البدو كبيرا في السن، فقهر بعزيمته وإرادته ما كان يظنه البعض مستحيلا.