أبها: الوطن

بعدما وجهت احتجاجات لبنان في 17 أكتوبر ضربة قاصمة إلى العهد الرئاسي، برزت إلى الساحة السياسية ترشيحات بشأن من يخلف ميشيل عون في رئاسة الجمهورية، خصوصاً بعد فشل اللقاء الوطني الفئوي في قصر بعبدا في إعادة القوة للمتشبثين بالبقاء، رغم كل مظاهر الانهيار الداخلي.

ويرى مراقبون أن السؤال عمن يخلف الرئيس في السنة الرابعة من ولايته هو تقليد مشروع بصرف النظر عمّن يكون ساكن قصر بعبدا، وبالتالي فتح الباب حول من هُم المرشحون المحتملون اليوم لخلافة عون رغم أنه لم يسبق أنْ فرغ كرسي رئاسة الجمهورية قبل انتهاء ولاية شاغله.

جان عبيد

وتتداول الأوساط السياسية منذ الثمانينيات اسم جان عبيد ليحمل لقب المرشح لرئاسة الجمهورية، نظراً لتميزه بقبول لبناني وعربي وإقليمي ودولي أيضاً.

وسبق أن كتب الوزير والسفير السعودي عبد العزيز خوجة في كتابه التجربة أن «جان عبيد من مثقفي لبنان البارزين ورجل دولة محنّك. مرشح دائم للرئاسة، لبناني قبل أن يكون عربياً، وعربي قبل أن يكون مسيحياً. وأقول بلا تردّد لو أصبح جان عبيد رئيساً، لكان ذلك من حسن حظ لبنان. مشكلته هي غيرة زعماء الموارنة منه لكن شعبيته للأسف لا تتجاوز النخب».

وتكمن قوة جان عبيد في علاقاته الخارجية، ليس مع المملكة ودول الخليج وحدها، بل في علاقاته الداخلية أيضاً، وحتى لو عادت إلى نبيه بري وسعد الحريري وجنبلاط لما اختاروا غيره من زمان.

فرنجية

ويرى محللون أن سليمان فرنجية يبقى في طليعة الأسماء، وأنه أيضاً مقبول وسبق أن أيّده بري والحريري وجنبلاط واصطفاه البطريرك الماروني بين المرشحين الأربعة الأقطاب، ولكن نقطة ضعفه تكمن في أن الدول الغربية والعربية ستتعامل معه من منطلق اصطفافه السياسي، تحديداً مع «حزب الله»، غير أنه في حال وصوله قصر الرئاسة فسوف تستقبله العواصم.

سلامة

ويفترض رياض سلامة بفعل الطبيعة المالية والاقتصادية للأزمة الداهمة أن يكون الخليفة التلقائي لميشال عون، وقد سبقه الانهيار المالي والاقتصادي، رغم أنه كان يراهن على أن يصمد الوضع حتى انتهاء ولاية عون أو تحصل معجزة.

ويتمتع رياض سلامة بقابلية سياسية - إعلامية كبيرة من كلّ الطوائف والمناطق والبيئات والقطاعات والأحزاب، معطوفة على دعم معلن من مرجعيته الدينية، ومساندة وحماية لا تخفى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما أجبر حزب الله على التراجع عن حملتهم ضده، وأن صدامه المدوي مع فريق رئيس الجمهورية الذي سعى جدّياً لإطاحته، كشف حقيقة قوته.

كما أن دوائر القرار الخارجي في واشنطن التي كانت تبحث عن جهة قادرة في لبنان على الوقوف في وجه تمدّد مشروع حزب الله قد تكون توقفت ملياً عند أداء سلامة وصلابة الشبكة التي نسجها، مدى 27 عاماً، في الحاكمية.

أزعور

يعد جهاد أزعور من المتفوقين علماً بالإدارة المالية والاقتصادية وأكاديمياً وموقعاً دولياً، شغل منصب وزير المال بين 2005 – 2008، ويعمل حالياً مدير صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز، ويجب على حكومة حسان دياب التعامل معه في سعيهما إلى رضا الصندوق وقروضه، ولكن اسمه لن يعجب حزب الله.

جوزف عون

ولكن يرى آخرون أن طبيعة الأزمة التي تمر بها لبنان وانعكاسات التردّي المالي يُفترض الإتيان بعسكري جوزف عون، الذي يعرفه الأميركيون جيداً ويتعاملون معه وأيضاً حزب الله

جعجع

ويطرح بعض اللبنانيين أيضاً سمير جعجع الذي وصل إلى القصر الرئاسي، مشكلته أنه صار حذراً جداً حيال من يُفترض أنهم كانوا حلفاءه، لم ينسَ ولن ينسى لسعد الحريري أنه رشح سليمان فرنجية من وراء ظهره، وأن سيبقى في مكانه يساير ميشال عون لفظياً وفي الشكليات ويخاصم جبران باسيل ويتحاشى حزب الله فاتحاً قنواته مع الجميع. ويمثل جعجع رئيس أكبر ثاني كتلة نيابية ليكون ثاني مرشح قوي بهذا المعيار بعد باسيل، الرجل الذي كان يردّد مقولة «السياسة أولاً»، كما أن رئاسته تقتضي انقلاباً جذرياً في موازين القوى تزيل رفض حزب الله له وسائر الاعتراضات، إلّا أنه يبقى سمير جعجع، بخلفيته وعلاقاته المرفوضة كلياً لدى أنصار الممانعة.

جبران باسيل

يستطيع جبران أن ينتظر ظروفاً أخرى لولاية أخرى، ولكن إذا أصرّ حزب الله على ترئيسه، فإنه سيشعل حرباً كبرى.

المرشحون المحتملون لميشال عون

جان عبيد من مثقفي لبنان البارزين ورجل دولة محنّك

رياض سلامة يتمتع بقوة سياسية وإعلامية من كلّ الطوائف

جهاد أزعور متفوق علمياً لن يعجب اسمه حزب الله

سليمان فرنجية سبق أن أيّده بري والحريري وجنبلاط

جوزف عون عسكري يعرفه الأمريكيون جيداً

سمير جعجع يخاصم باسيل ويتحاشى حزب الله

باسيل لو أصر حزب الله على ترئيسه سيشعل حرباً كبرى