أبها: محمد الفهيد

تريد الحكومة الصينية إعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح، وتقول إن وباء COVID-19 قد انتهى فعليا على أراضيها. لكن الخبراء يخشون من أن بكين قد تتجاهل هذا الخطر القائم. ووفقا لوسائل إعلام صينية وغربية فإن هناك تساؤلات كثيرة حول حقيقة ما يحدث في الصين، وهل بالفعل الصين قد تغلبت على الوباء الذي يتسارع في جميع أنحاء العالم.

وفي الوقت الذي تعلن الصين استمرار انخفاض أعداد الإصابات، ورفع إجراءات الحجر الصحي على عدد من المقاطعات، من أبرزها هوبي الوسطى، ظهر سياسيون صينيون بارزون في العلن دون ارتداء أقنعة واقية، سواء في حديث مع المستثمرين، أو في اجتماع للحزب أو في جلسة تصوير في مطعم للوجبات الخفيفة. وكانت الرسالة واضحة: لقد عدنا إلى العمل. حان الوقت للنمو مرة أخرى! ووفقا لأحدث التقارير، أعلنت الصين انخفاض عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا لليوم الرابع على التوالي مع تراجع عدد الحالات القادمة من الخارج، بينما أغلقت السلطات الحدود أمام الوافدين الأجانب، وقلصت بشدة عدد الرحلات الجوية الدولية.

وقالت لجنة الصحة الوطنية إن الصين سجلت 31 إصابة جديدة بالفيروس في البر الرئيسي، بينها حالة عدوى محلية واحدة، وانخفاضا من 45 في اليوم السابق. وذكرت اللجنة في بيان الإثنين، أنه تم تسجيل أربع حالات وفاة جديدة ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الفيروس في البر الرئيسي الصيني إلى 3304 في 29 من مارس، وزاد عدد الإصابات الإجمالي إلى 81470.

6 % هدف النمو

تقول قناة DW الألمانية، إن أكبر بنك استثماري في الصين China International Capital Corporation، خفض توقعات النمو لعام 2020 من 6.1 % إلى 2.6 %. ويتفق الخبراء والسياسيون في الصين على أن نمو 6 % هو الحد الأدنى لتأمين الوظائف والانسجام الاجتماعي. لذلك، وفقا لوزارة الخارجية الصينية طلب الرئيس الصيني شي جين بينغ من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مزيدا من التعاون الاقتصادي خلال مكالمة هاتفية. وقال إنه يجب إحياء سلاسل التوريد في أقرب وقت ممكن، ويجب تحديد «إمكانات جديدة للتعاون» بين الصين وألمانيا. ونظرا لأن الصين لا يزال لديها اقتصاد متين ومخطط له بعناية، فإن المقاطعات حريصة دائما على تلبية رغبات الحزب الشيوعي، حيث يتوجب على أن يبدأ الروتين الاقتصادي العادي في العودة بأقرب وقت ممكن، وأنه يجب رفع القيود عن الحياة العامة.

مخاوف من الإصابات الجديدة

مع ذلك، يواصل بعض الصينيين في عدم الثقة بحكومتهم. وقال أحد المستخدمين على منصة التواصل الاجتماعي WeChat، إن رفع الحظر لم يكن بالضرورة «أمرا جيدا للمواطنين العاديين». وأضاف: «لا تريد الحكومة أن تعرض النمو للخطر، ويجب أن تقدم دليلا على النجاح». وجادل المستخدم بأن العديد من الأشخاص المصابين قد لا يعرفون أنهم مصابون لغياب الأعراض لدى كثيرين، مبينا أنه في حال رفع إجراءات الحجر الصحي فإن الفيروس شديد العدوى سيستمر في الانتشار.من جانبها، نشرت مجلة Nature مؤخرا نتائج أبحاث النمذجة التي أجراها فريق صيني من جامعة هواتشونج للعلوم والتكنولوجيا في ووهان، والتي كشفت أنه بحلول 18 فبراير الماضي لم تكن السلطات الصينية تعرف أن حوالي 60 % من جميع الإصابات كانت موجودة في ووهان، وأن المرض ينتشر بشكل سريع وخطير.

ما الوضع الطبيعي في ووهان؟

حتى الآن، حدثت 2500 وفاة بالفيروس في المدن الكبرى حيث بدأ الوباء. ولكن في الأسبوع الماضي تم الإبلاغ عن إصابة جديدة واحدة فقط في ووهان. يوم الأربعاء الماضي، وبعد 63 يوما من الإغلاق، عادت جميع خطوط الحافلات الـ171 للعمل. واعتبارا من السبت 28 مارس بدأت 6 من خطوط مترو الأنفاق السبعة في العمل وفقا للجدول الزمني العادي. وبالنسبة للسفر بالقطار إلى ووهان فسيتم تشغيله أيضا، لذلك فإن العمال المهاجرين الذين كانوا مع أسرهم في مكان آخر عندما أُعلن عن الإغلاق سيتمكنون من العودة إلى وظائفهم.

الشك في الإحصائيات الرسمية

على الرغم من هذه الإجراءات الاحترازية، يشكك العديد من الصينيين في الأمر. وقال أحد المدونين في ووهان: «حتى جيل المتقاعدين الذين كانوا موالين للحزب لم يصدقوا هذا الهراء». «الصين تحاول أن تثبت للغرب أنها لا تعاني أي إصابات. لكنها ليست أكثر من شعار». كما انتقد المدون الصيني الكيميائي الحيوي فانج زوزي البيانات الرسمية من بكين. وقال على تويتر إنه «لا أحد يجب أن يصدق السلطات المحلية التي تكذب بشأن الإحصائيات من أجل الاقتصاد».

رفع تدابير الحجر ببطء

لكن العديد من المواطنين الصينيين يثقون في كبير المستشارين الطبيين للحكومة، تشونج نانشان، الذي كان له دور فعال في مكافحة فيروس «سارس» عام 2003، وكان يقود أيضا عملية تطهير الصين من الفيروس الجديد.

وحذر علماء الفيروسات الأوروبيون في مؤتمر عبر الفيديو الأربعاء الماضي من احتمال حدوث موجة ثانية من العدوى. وقالوا: «يجب تمديد إجراءات العزل والحجر الصحي الحالية. من المهم توخي الحذر بشكل خاص بشأن الأشخاص العائدين من مناطق عالية المخاطر».

كما تحذر الصين مواطنيها من القيام برحلات إلى الدول الموبوءة حاليا، ففي 26 مارس أعلنت بكين أنه سيتم حظر الدخول لجميع الأجانب، بما في ذلك أولئك الذين يحملون تأشيرات سارية أو تصاريح إقامة.

إحصاءات كورونا في الصين

الإصابات

81470

الوفيات

3304

حالات الشفاء

75700

نسبة الشفاء من الحالات المصابة

92.9 %

الحالات المصابة حاليا

2466

الحالات الخطيرة

633