كلاكيت أول مرة: عجيب أمر مدينة الوهم التي تقبع في رؤوسنا حين تطل أحلامنا برؤوسها مع هواجس المزامير العتيقة.. تبحث في محرابها عن كل تفاصيلنا الصغيرة الخاشعة..!!
كلاكيت أول مرة:
عجيب أمر مدينة الوهم التي تقبع في رؤوسنا حين تطل أحلامنا برؤوسها مع هواجس المزامير العتيقة.. تبحث في محرابها عن كل تفاصيلنا الصغيرة الخاشعة..!!
بقايا القهوة السوداء في فنجانها الوضيع هنا.. وصورة لطفلة بضفيرتين معقودتين بشريطتين زرقاوتين .. على راحة كفها اليُسرى تستريح سحابة وحمامة..
وصُحف مكوّمة على بعضها هناك.. وذلك التقويم المتربص بالتاريخ ينتشي في كل يوم حين تسقط أيدينا منه ورقة مع لسان عقارب الساعة الحائطية.. حتى ديوان شعر حر قديم لـفلان مات بالأمس دون وداعه.. أووووه .. وهذه القصاصة الصفراء ما تزال تحتفي بخط قلم رصاص قبيح؛ كُتب يوما عليها عبارة لسقراط قالها مُنذ أكثر من ألفي عام ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولا ولكن من الضروري أن يكون صادقا.
تُرى هل مات سقراط كي يحيا السؤال في رؤوسنا عن هذه التفاصيل الصغيرة؟!
كلاكيت ثاني مرة:
كانوا ثلاثة عشر من زوجتين ومطلقة.. في ملامحهم بيت ضامرٌ يسكنُ أطراف قرية الطين التي لم تعرف لها بوصلة الحياة يوما طريقا معبدا..
كانوا ثلاثة عشر وصحن فول واحد وقرصين من خبز تيسر لهم من يومين.
قال أولهم ما لي أرى للجوع مرايا لا تضمر فيه أوهامنا
قال الذي يليه خذ لقمة وامضغها مرارا وتكرارا ففي الجوع قسمة ولذة لو كانت ضامرة
قال آخرهم وهو أصغرهم ليت الضمور في بطوننا كان علاجه أجدى.. لكن الضمور في عقول أبت إلا أن نكون ثلاثة عشر ورقما قادما في بطني أمي وأمك بعد شهرين.. كي تباهي قرية الطين بفحولها الضامرة بين قبائل الذكور في أرضنا!!.
كلاكيت ثالث مرة:
تبقى للصور.. للأشياء الصغيرة التي حشونا بها أوراق الذاكرة قيمتها..
تبقى إلى أن تأتي لحظة تدرك أن لا قيمة لها لأنها مع إنسان لم يكن شيئا..
كلاكيت رابع مرة:
من العظيم جدا تأمل السماء.. هذه التي تسقف رؤوسنا وتظللها حتى موعد ما.. كي نكتشف أنفسنا كم نحن كائنات ضئيلة جدا.. جدا لتثبت لنا أننا من تفاصيل التراب في الأرض..
الأجمل مراقبة تلك الغيمات في وجه السماء الأزرق وهي تتوزع كقطن منثور هنا وهنا..
تتداخل.. تتكوم.. تتشكل كي تغمز لنا مرة.. ومرة تخبرنا بأسرارنا التي لم يرها غيرها..
ثم تمضي مبعثرة في طريق ما مع الرياح أينما تشاء.. أينما تأتي اللحظة كي يغسل فيها هذا قطن المائي وجه الأرض ورؤوسنا الضئيلة..
هنا.. على هذا الرابط شيء من هذا التأمل مع صوت البيانو.. فتأملوا واستمتعوا..
http://www.youtube.com/watch?v=rUq3tZNJmtw&feature=channel