أبها: الوطن

لجأت الدول الآسيوية إلى جملة من التقنيات المبتكرة في مواجهة فيروس كورونا الجديد، مثل أساور إلكترونية ورسائل نصية قصيرة لتنبيه من يوضعون في الحجر الصحي وبحث رقمي لتتبع تنقلات الحالات المشتبه بها. لكن هذه التقنيات تطرح أسئلة جدية تتعلق بالخصوصية، حيث تقول مايا وانغ المختصة بشؤون الصين لدى منظمة Human Rights Watch، إنه لا ينبغي لأية أزمة أن تبرر تجاوز قوانين المراقبة والتتبع ثلاثة مبادئ أساسية ألا وهي التماشي مع الدستور والتكافؤ والضرورة.

عندما هبط المصمم ديكلان تشان في مطار هونغ كونغ قادماً من زيوريخ في وقت سابق من هذا الأسبوع، استقبلته الشرطة التي وضعت سواراً على معصمه. والسوار موصل بتطبيق طُلب منه تنزيله على هاتفه قبل بدء أسبوعين من العزل الصحي الإلزامي في منزله.

ويسمح السوار والتطبيق للسلطات بالتحقق في الوقت الحقيقي من مكانه للتأكد من أن الأشخاص العائدين من الخارج لا ينشرون كورونا، في وقت يتزايد فيه الخوف من ظهور «حالات مستوردة» في المدينة التي عرفت حتى الآن كيف تدير الوباء.

إعلان حذر

تعقد سلطات هونغ كونغ مؤتمرات صحافية يومية قصيرة للإحاطة بآخر تطورات الوباء، ولكنها أعلنت بهدوء في بيان مساء الإثنين عن استخدام هذا الجهاز الذي عادة ما تستخدمه النيابة.

وقالت السلطات إن لديها حوالى 5 آلاف سوار جاهزة للاستخدام وأنها أمرت بشراء 55 ألف أخرى.

ومنذ الخميس، فُرض على كل القادمين من الخارج وضع السوار. أما من عُزلوا من قبل وليس لديهم واحد، فيتلقون مكالمة فيديو يومية من الشرطة للتحقق من مكانهم ومن عدد الحاضرين.

وليست هذه المستعمرة البريطانية السابقة الوحيدة التي تبنت مثل هذه الإجراءات إذ استخدمت التكنولوجيا كل من كوريا الجنوبية والصين وتايوان وسنغافورة.

ويلجأ المركز التايواني لمكافحة الأوبئة الذي أنشئ في أعقاب ظهور وباء سارس في عام 2003، إلى تدفق البيانات الكبيرة لتعقب حاملي الفيروس المحتملين، ومراقبة أولئك الذين هم في الحجر الصحي.

بصمات رقمية

يتسلم هؤلاء هاتفا ذكيا مزودا بنظام تحديد الموقع (جي بي اس) وتراقبهم السلطات من خلال تطبيق المراسلة «لاين».

وتُوجَه رسائل إلى أولئك الذين لا يحترمون الحجر الصحي، إذ إن جهاز التتبع مرتبط مباشرة بالشرطة. ويخاطر المخالفون بدفع غرامة قدرها مليون دولار تايواني (30 ألف يورو) ونشر أسمائهم على الملأ.

ولدى كوريا الجنوبية تطبيق مماثل، ولكن استخدامه ليس إلزامياً.

وكلفت سنغافورة، من جانبها، محققين بمراقبة مراكز الحجر الصحي وتتبع تحركات المرضى.

وقال اختصاصي الأمراض المعدية في سنغافورة ليونغ هو نام عبر الإذاعة «إننا نترك بصمات رقمية أينما ذهبنا، سواء لسحب المال من الصراف الآلي أو لدى استخدام بطاقتنا المصرفية».

وتنشر سنغافورة مثل هونغ كونغ عنوان ورقم المبنى الذي يعيش فيه الأشخاص المعزولون.

لكن يجب الاعتراف بأن كل دولة من الدول المذكورة بدت قادرة على احتواء الفايروس حتى عندما كان يتفشى على نطاق واسع كما حدث في الصين.