في عام 1960 نشر العالم النووي إدوارد تيلر -أبو القنبلة الهيدروجينية- مقالاً في مجلة الميكانيكا للعموم بعنوان «سوف نصنع المعجزات»، يبشر فيه بالمكاسب الكبيرة التي ستجلبها «التفجيرات السلمية» للقنابل النووية على الأمة الأمريكية وعلى الاقتصاد الأمريكي، من إنشاء موانئ، وحفر آبار نفط، وغيرها من الاستخدامات المدنية،.
يقول تايلر إن تفجير خمس قنابل نووية كفيل بإنشاء ميناء اصطناعي على المنحدر الشمالي من ولاية ألاسكا، وطاف بين الولايات لإقناع السياسيين بالفكرة، وبالفعل لاقت تلك الأفكار تأييدا كبيرا من الحكومة الأمريكية، وبدأت برنامجا لتطوير المتفجرات النووية للأغراض السلمية تحت مسمى «مشروع بلوشير»، امتد هذا البرنامج خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، وتم فيه تفجير أكثر من 31 قنبلة نووية لأغراض غير عسكرية.
الفكرة من هذه التجارب مبنية على تفجير قنابل نووية لحفر موانئ ومناجم، وتحفيز النفط والغاز، بدلا من عمليات الحفر التقليدية المكلفة، ففيها منفعة اقتصادية من تقليص للمصاريف، واختصار للوقت، فهي كمن يضرب عصفورين بحجر واحد.
ولضمان عدم تطاير المواد المشعة بعد الانفجار، كانت التفجيرات تتم تحت الأرض فتبقى تلك المواد مدفونة.
ولكن لم تسر الأمور كما هو مخطط لها على أية حال، ففي اختبار «سيدان النووي»، وهو جزء من مشروع بلوشير، انطلقت كميات هائلة من المواد المشعة نتيجة للتفجير النووي في باطن الأرض، وقد خلف ذلك التفجير أكبر فوهة بركانية صنعها الإنسان، تشبه تلك التي في القمر. وما زالت تلك الفوهة مزاراً يقصده السياح في ولاية نيفادا الأمريكية.
لاقى مشروع بلوشير معارضة شعبية كبيرة، بدأها سكان قرية بوينت هوب الصغيرة في ألاسكا بالقرب من المكان المراد تفجيره، وتوسعت المعارضة لمشروع بلوشير إلى أن أوقف عام 1975.
أثار هذا المشروع حفيظة الاتحاد السوفييتي، الذي أطلق مشروعا مشابها تحت مسمى «التفجيرات النووية من أجل الاقتصاد الوطني»، وأجريت خلاله 124 تجربة تفجير نووي، كان أولها لصنع بحيرة صناعية بالقرب من نهر تشانجان في كازاخستان، لتخزين مياه النهر في حال فيضانه، نتج عن التفجير حفرة بعمق 100 متر وعرض 400 متر، ولكن ما حصل هو أن الإشعاع في المنطقة زاد في الماء والهواء عن المعدل الطبيعي بمئة مرة، سُميت البحيرة بعد ذلك بـ«البحيرة الذرية»، كما تم تفجير آخر أيضا في جنوب أوزبكستان، كان الغرض منه إخماد النار المشتعلة منذ ثلاث سنوات في أحد حقول الغاز هناك، وبالفعل تم حفر حفرة بجانب بئر الغاز، وفُجرت قنبلة نووية فيها، تسبب الانفجار في طمر بئر الغاز المشتعل، وأخمدت النار، وأغلق البئر، وهذه إحدى التجارب القليلة الناجحة لفكرة التفجيرات النووية السلمية.
هذا الاستخدام السلمي للمتفجرات النووية هو حق مكفول بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ليس للدول الحائزة على الأسلحة النووية فقط، وإنما للدول غير النووية أيضا، كما هو مشار إليه في البند الخامس من المعاهدة، استغلت الهند هذه الثغرة لاختبار قنبلتها النووية الأولى «بوذا المبتسم» عام 1974، وفجرتها تحت بند التفجيرات النووية السلمية.
هذا الخلل الواضح في معاهدة حظر الانتشار تم تداركه في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي حظرت كل تفجير نووي لأي غرض كان، بما في ذلك التفجيرات السلمية.
لقد خاب ظن تيلر في تنبؤاته بمستقبل التفجيرات النووية السلمية، الشواهد الحالية تشير إلى عدم جدوى تلك التفجيرات النووية، ولو أنها سلمية، فهي تظل «نووية»، فلا موانئ أنشئت ولا قنوات شُقت، ولا آبار حفرت، قد تطرأ فكرة مماثلة في المستقبل، ولكنها بالتأكيد ستلاقي معارضة شديدة من الشعوب.
يقول تايلر إن تفجير خمس قنابل نووية كفيل بإنشاء ميناء اصطناعي على المنحدر الشمالي من ولاية ألاسكا، وطاف بين الولايات لإقناع السياسيين بالفكرة، وبالفعل لاقت تلك الأفكار تأييدا كبيرا من الحكومة الأمريكية، وبدأت برنامجا لتطوير المتفجرات النووية للأغراض السلمية تحت مسمى «مشروع بلوشير»، امتد هذا البرنامج خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، وتم فيه تفجير أكثر من 31 قنبلة نووية لأغراض غير عسكرية.
الفكرة من هذه التجارب مبنية على تفجير قنابل نووية لحفر موانئ ومناجم، وتحفيز النفط والغاز، بدلا من عمليات الحفر التقليدية المكلفة، ففيها منفعة اقتصادية من تقليص للمصاريف، واختصار للوقت، فهي كمن يضرب عصفورين بحجر واحد.
ولضمان عدم تطاير المواد المشعة بعد الانفجار، كانت التفجيرات تتم تحت الأرض فتبقى تلك المواد مدفونة.
ولكن لم تسر الأمور كما هو مخطط لها على أية حال، ففي اختبار «سيدان النووي»، وهو جزء من مشروع بلوشير، انطلقت كميات هائلة من المواد المشعة نتيجة للتفجير النووي في باطن الأرض، وقد خلف ذلك التفجير أكبر فوهة بركانية صنعها الإنسان، تشبه تلك التي في القمر. وما زالت تلك الفوهة مزاراً يقصده السياح في ولاية نيفادا الأمريكية.
لاقى مشروع بلوشير معارضة شعبية كبيرة، بدأها سكان قرية بوينت هوب الصغيرة في ألاسكا بالقرب من المكان المراد تفجيره، وتوسعت المعارضة لمشروع بلوشير إلى أن أوقف عام 1975.
أثار هذا المشروع حفيظة الاتحاد السوفييتي، الذي أطلق مشروعا مشابها تحت مسمى «التفجيرات النووية من أجل الاقتصاد الوطني»، وأجريت خلاله 124 تجربة تفجير نووي، كان أولها لصنع بحيرة صناعية بالقرب من نهر تشانجان في كازاخستان، لتخزين مياه النهر في حال فيضانه، نتج عن التفجير حفرة بعمق 100 متر وعرض 400 متر، ولكن ما حصل هو أن الإشعاع في المنطقة زاد في الماء والهواء عن المعدل الطبيعي بمئة مرة، سُميت البحيرة بعد ذلك بـ«البحيرة الذرية»، كما تم تفجير آخر أيضا في جنوب أوزبكستان، كان الغرض منه إخماد النار المشتعلة منذ ثلاث سنوات في أحد حقول الغاز هناك، وبالفعل تم حفر حفرة بجانب بئر الغاز، وفُجرت قنبلة نووية فيها، تسبب الانفجار في طمر بئر الغاز المشتعل، وأخمدت النار، وأغلق البئر، وهذه إحدى التجارب القليلة الناجحة لفكرة التفجيرات النووية السلمية.
هذا الاستخدام السلمي للمتفجرات النووية هو حق مكفول بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ليس للدول الحائزة على الأسلحة النووية فقط، وإنما للدول غير النووية أيضا، كما هو مشار إليه في البند الخامس من المعاهدة، استغلت الهند هذه الثغرة لاختبار قنبلتها النووية الأولى «بوذا المبتسم» عام 1974، وفجرتها تحت بند التفجيرات النووية السلمية.
هذا الخلل الواضح في معاهدة حظر الانتشار تم تداركه في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي حظرت كل تفجير نووي لأي غرض كان، بما في ذلك التفجيرات السلمية.
لقد خاب ظن تيلر في تنبؤاته بمستقبل التفجيرات النووية السلمية، الشواهد الحالية تشير إلى عدم جدوى تلك التفجيرات النووية، ولو أنها سلمية، فهي تظل «نووية»، فلا موانئ أنشئت ولا قنوات شُقت، ولا آبار حفرت، قد تطرأ فكرة مماثلة في المستقبل، ولكنها بالتأكيد ستلاقي معارضة شديدة من الشعوب.