إمارة عسير توجه بإزالتها وجمعية البر تعتبرها ظاهرة مسيئة
في ظاهرة غريبة بدأت تظهر ملامحها بشكل جلي على السطح في مدينة أبها، ازدادت مؤخرا أعداد الخيم التي تقطن فيها أسر تتظاهر بالحاجة والفقر والعوز، وهي الظاهرة التي بدأت مع أول أيام شهر رمضان المبارك، والتي تتكرر في كل عام في هذا الوقت من السنة. حيث نصبت أكثر من 9 أسر الخيام في حي السامر في أبها منذ بداية الشهر وسكنت فيها بشكل دائم، على الرغم من امتلاك هذه الأسر منازل في محافظة خميس مشيط وفي تهامة، إلا أنها فضلت المكوث في الخيام وعدم العمل والاكتفاء بطلب المساعدة من الناس، مستغلين تعاطف الصائمين معهم في هذا الشهر الفضيل.
وقد رصدت الوطن حالات هذه الأسر ومعيشتها، ورأت أنهم يخرجون من مخيماتهم بعد صلاة العصر إلى الشارع ومحاولة التسول وطلب الناس، كما يوجد عدد من المطاعم تقوم بتوصيل الطعام لهم وقت الإفطار والعشاء. بل إن بعض هذه الأسر يتمكن من جمع مؤونة عام كامل في شهر واحد، حيث استطاعت بعض الأسر في هذه الخيام أن تحصل على أكثر من 100 كيس من الأرز وعدد من أكياس التمر وكثير من الأطعمة التي أخذوها من أهل الخير، إلى جانب ما أخذوه من صدقات مادية في هذا الشهر.
تقول شريفة (م.ق) إحدى الفتيات التي تسكن في تلك الخيم إن دخلنا الوحيد هو ما تحصل عليه والدتي المطلقة من الضمان الاجتماعي والبالغ 900 ريال في الشهر، وأعيش أنا وأخواتي الأربع في هذه الخيمة، مضيفة أن جميع أخواتي مطلقات وكل واحدة معها أطفالها، وعدد الأطفال في الخيمة 10 لم يتجاوز أكبرهم (13 عاما) ولا يوجد أحد منا يعمل. مشيرة إلى أنهن يعشن على صدقات المحسنين مع أن لديهن خمسة من الإخوان الذكور الذين تخلوا عن رعايتهن.
وقالت أختها التي تقطن في خيمة أخرى، فاطمة (م.ق) إن حاجتنا بدأت منذ طلاقنا والسبب يعود لوالدنا رحمه الله حيث زوجنا لرجال كبار في السن لمجرد أن يأخذ المهر وكانت النتيجة طلاقنا ولدينا أطفال لايوجد من يصرف عليهم فاضطررنا إلى نصب الخيمة وأخذ رزقنا من أهل الخير في شهر رمضان، مضيفة إحداى أخواتي تزوجت مسنا عمره 90 عاما وطلقها وهو في حالة خرف، وأخرى تزوجت رجلا يكبرها أيضا لكنه يتعاطى المخدرات ويضربها فطلبت الطلاق منه، والأخريات طلقن بلا سبب سوى أن أزواجهن لم يكونوا مناسبين لهن، وهجروا أخواتي فترة طويلة ولا يصرفون عليهن ولا على أبنائهم فطلبن الطلاق.
وفي اتصال الوطن مع مدير جمعية البر في أبها محمد بن فحاس الأسمري، وسؤاله عن هذه الظاهرة، قال إن ظاهرة لجوء الأسر إلى نصب خيم أضحت ظاهرة واضحة في مدينة أبها وخاصة في شهر رمضان، وهذه الأسر تأخذ مبالغ مالية من الضمان الاجتماعي ومن الجمعية ولديها مسكن ورغم ذلك تفضل التسول وطلب الناس، وقد وجهت إمارة المنطقة بإزالة هذه الخيم، حيث إن هذا المنظر يسئ للمنطقة، وسوف نحاول معالجة الوضع مع تلك الأسر.
وأشار الأسمري إلى أن الجمعية تساعد 4000 أسرة في أبها، وهذا العدد كبير بمعنى أن غالبية الفقراء مسجلون لدينا كما أننا وجدنا عملا لأغلب أفراد هذه الأسر، أما الأسر التي في الخيام فهم يتواجدون بكثرة في رمضان لأنهم يعلمون أنه شهر يتصدق فيه أهل الخير، ودائما يذكرون للناس أن الجمعية تتجاهلهم وأن الضمان الاجتماعي لا يساعدهم أو يعطيهم شيئاً، إضافة إلى أن هذه الأسر تمنع أبناءها من مواصلة الدراسة وتوجههم فقط للتسول.