لكل الحروب ضحاياها، منهم من سار طوعا، ممن امتشق السلاح مدافعا عن قضية اقتنع بها، ومنهم من كان ضحية رصاصات طائشة أو عبوة ناسفة، أو صاروخ ضل طريقه، بينما هو عائد إلى منزله، من عملية اقتحام لفرن أو متجر أو صيدلية لتأمين لقمة العيش أو الدواء لعائلته.
وحدهم الصحفيون، يحملون قضية الحقيقة، لإظهارها كما هي للرأي العام، ليحكم على ما يجري، وليتخلص من إعلام رسمي أو حزبي، أو جهوي متحيز، يعتم على الحقيقة، لا بل يعكسها رأسا على عقب، تبعا لأهوائه وسياسته.
زميلنا في قناة الجديد اللبنانية علي شعبان، ممن حمل الهم الأول، لا نعرفه بشكل شخصي، ولكننا صدمنا عندما نقلت وكالات الأنباء، خبر استشهاده برصاص على الحدود اللبنانية السورية، عندما كان يقوم بواجبه المهني.
بغض النظر عن الجهة الفاعلة، هناك حقيقة أن شعبان قتل برصاص أطلق من الأراضي السورية، رغم محاولات التجميل التي يسعى البعض إلى إسباغها على العملية المدانة إنسانيا ومهنيا، لأهداف سياسية، بحجة أن التحقيق يجب أن يأخذ مجراه لتحديد الجهة الفاعلة.
الصحافة في المناطق الساخنة لا يوجد من يحميها، وعلى المنظمات ذات الصلة، من اتحاد الصحفيين العرب، وصحافيون بلا حدود، مسؤولية كبيرة في هذه الحالات.
عائلة شعبان الصحفية لا تنتظر التحقيق، فهو جاثم أمامها جثة مضرجة بالدماء، محاطا برفاقه من الإعلاميين الذين ينتظرون من يكون التالي.