أمنيتي أن أصطحب معي مدير عام الجوازات ومدير عام الجمارك في رحلة برية تمر عبر منفذين حدوديين في أطراف بلادنا، لنلتقط صوراً تذكاريه في منافذنا وصوراً مماثلة في منافذ الدول المجاورة بغرض الذكرى والمقارنة بحثاً عن التغيير!
لماذا ذلك؟ لأني أدرك أن الصور أصدق وصفاً من تقارير مسؤولي تلك المنافذ، وأقوى تأثيراً من أي مقال أو تقرير صحفي عن حال منافذنا الحدودية، ولا أظن شيئاً من الصور سيفاجئ المسافرين، كما سيفاجئ مديري الجوازات والجمارك!
ربما يظن البعض ممن لا يسافرون خارجياً بسياراتهم، أنه من المبالغة أن تصف منافذنا الحدودية بالسيئة، لكن المصيبة أنها حقيقة ماثلة للعيان وأمام الجميع من المواطنين والزوار والعابرين! هي سيئة من جميع النواحي ومن دون مبالغة: فهي سيئة في المباني التي لا تعرف الترتيب ولا التنظيم ولا تدرك معنى النظافة وأهميتها.. هي سيئة في تعامل موظفيها مع المسافرين إلا ما ندر منهم، خلافاً لموظفي منافذ الدول المجاورة الراقين في تعاملهم مع المسافرين إلا ما شذ منهم، وهذا الكلام أقوله من واقع معايشة طويلة، وسؤال الكثير من المسافرين!
كنت كغيري شاهداً مراتٍ كثيرة على تكدس المسافرين في منافذنا الحدودية مع الكويت والأردن والبحرين، وانسيابية العبور في منافذ تلك الدول، رغم أن ذات المسافرين يعبرون المنفذين في ذات الوقت.
نحن السعوديون سنتحمل ذلك مكرهين، لأنه وطننا الذي نحب، لكن العابرين والزائرين سترسخ في أذهانهم صورٌ سلبية عن بلادنا، برغم أن هذه الصور لا تمثلنا ولا تصف بلادنا بدقة!
لا تزال منافذنا تتزين بلوحة تحمل التهديد والوعيد لمن يخالف الأنظمة، ولم تشر تلك اللوحات لشيء من المخالفات سوى التصوير، وكأنها تخشى أن يلتقط أحدٌ صوراً لتلك المنافذ ويكشف حالها! لماذا يُعد التصوير في المنافذ الحدودية جريمة يعاقب عليها القانون، بينما لا يُعد الاعتماد على موظف واحد في إنهاء إجراءات المسافرين، مما يتسبب بتأخيرهم، عقوبة يعاقب عليها القانون؟
آخر ما يودعك في المنافذ الحدودية حواجز وخرسانات وأسلاك توحي لك بأن مسؤولي المنفذ يعتقدون أن كل مسافر ينوي الهروب منهم.