يتبادل سكان منطقة عسير نكتة تقول إن عليهم الصوم يومين متتابعين حتى تتساوى مشقتهم بأقرانهم في بقية مناطق المملكة، إشارة إلى الأجواء التي يعيشونها هذه الأيام ما بين المطر والهواء العليل.
وتركز الطرفة على الأجواء، إلا أن ما يغيب عنها تكشفه نظرة متفحصة للجدول الذي تنشره الوطن يومياً ضمن صفحات الحصاد المتخصصة بشهر رمضان، إذ يبدو أن أهالي المناطق الجنوبية لا يتمتعون بامتياز الصوم في أجواء جميلة فحسب، بل بأقل ساعات للصيام، وأن هذه الظاهرة لا تختص بعسير وحدها، بل بجاراتها أيضاً: نجران وجازان والباحة.
ووفقاً لجدول اليوم، فإنه ينبغي التماس العذر لسكان عرعر إذا ما نظروا بعين الحسد لأهلهم في الجنوب، فهم يصومون ما يزيد على 13 ساعة، في أجواء تزيد حرارتها 17 درجة مئوية عن طقس الأبهاويين رغم أن هؤلاء يمسكون عن الشراب والطعام بعد إمساك عرعر، ويفطرون قبلها.
ولا يتطابق مع عرعر في درجة الحرارة سوى الدمام، فسكان الساحل الشرقي يواجهون 47 درجة مئوية صائمين لمدة 14 ساعة و46 دقيقة، ويظهر الفرق مقارنة بساحل جازان، حيث أقصر ساعات للصيام في طقس لا تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية.