ذوو الاحتياجات الخاصة يريدون حياة سهلة ميسرة، يريدون أن يكسروا الحواجز التي وضعها المجتمع بينه وبينهم، فأضافت إلى إعاقتهم إعاقة جديدة، يريدون منا أن نعلِّم أبناءنا وبناتنا ألا يرمقوهم بعين الشفقة، وألا يروهم كائنات غريبة. ذوو الاحتياجات الخاصة يريدون منا أن ننشر الوعي بين أفراد المجتمع، وأن نتبنى قضاياهم, يريدون منا عملا أكثر من تعاطف وعطاء وصدقه, فمعاناتهم لا تقتصر على تعاملنا نحن، بل تتجاوزنا إلى مبانينا التي لا يضعهم مصمموها في حسبانهم، وأبوابنا غير المجهزة بمنزلقات خاصة لهم, وفنادقنا وشققنا المفروشه التي لا تعترف بهم كسياح, بل حتى مع مساجدنا وخدماتها، ومع إداراتنا وإجراءاتها، لتظل معاناتهم الكبرى مع وزارة عملنا في توفير فرص العمل المناسبة لهم. أما ذوو ذوي الاحتياجات الخاصة فلا أحد يدرك مدى احتياج عائلة (تحتضن) معاقًا لمن (يحتضنها) بتخفيض فاتورة أو تجهيز كرسي متحرك، أو سيارة مجهزة, يريدون إعانة لأم تزداد ألمًا كل لحظة وهمًّا كل دقيقة وحزنًا كل ساعة، ويريدون إعانة لأب على صبره على ابتلاء، وشكره على عطاء، إعانة لهذه الأكف التي لا تكف عن الدعاء. قضية ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا تشبه قضية فلسطين، من يريد منكم أن يظهر بمظهر إنساني فليتحدث عنهم في الإعلام أو يصور نفسه وهو على كرسي متحرك. الكلام أعلاه (مع تصرف يسير لا يضير) للمغرد في تويتر الذي رمز لاسمه بـأنا لست معاقا والمهتم بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وبإبداعاتهم وأنشطتهم أرسل العديد من التغريدات التي توضح تطلعاتهم إلى مستقبل وحياة تزداد صعوبة على الأصحاء، فما بالك بغيرهم! ولأنه الأدرى بحاجاتهم وهمومهم فقد نقلت رسالته كما هي لأضم صوتي إلى صوته سائلا الله أن يشفي كل معاق من (الإعاقة) ومن (العوائق) ليكون من ذوي (الاحتياجات الخاصة).