عبدالله آل سويد

بذهاب عام وقدوم عام آخر، يتجدد السؤال الحائر في أذهان الكثير من اليقظين من البشر، عام كامل انقضى من عمري، ماذا لو فعلت كذا؟ ماذا لو بدأت تجارتي في ذلك المجال؟ ماذا لو أطلقت العنان لموهبتي صيف العام الفائت؟ وهكذا، أسئلة من سلسلة ماذا لو؟... لا تنتهي، ثم لا يعقب ذلك التساؤل المؤلم الذي يتردد في أذهان اليقظين، وكذلك الكسالى من البشر على حد سواء إلا نوع من الحسرة والألم الصامت، الذي ينعكس على طموح ذلك الشخص، ليجرده من المبادرة ورسم الأهداف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلى شخص سمم نفسه بالسلبية، ليلبسها ثوب اليأس والإحباط من دون أن يشعر، وبذلك يكون لا هو استفاق للمستقبل وتدارك الأمر، ولا هو أراح فكره وذهنه من النقد السلبي والبكاء على ما فات.

ماذا لو؟ سؤال طبيعي ومطلوب لكل شخص يريد المضي قدما في حياة مليئة، بالإنجازات والأثر النافع، ولكن أن يكون هذا السؤال روتيناً سنوياً دون بذل أدنى جهد للإجابة عنه، هذا هو الأمر المتعب حقا.

يجدر بنا جميعا إنفاق أيام العام الكامل في تنفيذ أهدافنا التي وضعناها ورسمناها لأنفسنا مهما صغرت، لأنه دون هذه الأهداف أيامنا ستخطفنا إلى عامنا القادم ونحن لا زلنا على نفس العتبة العتيقة التي لم ولن نرقها قط.

لا بد لكل يقظ وحريص من رسم خطة تحوي أهدافاً منطقية، - صدقوني - الخطة مهما كانت بسيطة في عين صاحبها إلا أنها دائما تصنع الفرق وتجعل من صاحبها كيانا ذا قيمة مضافة لمجتمعه وذا أثر في دائرته، هذا الشخص اليقظ بهذه الخطة سيكون أكثر نجاحاً من ذلك الموهوب جداً، ولكنه شخص دون خطط وبلا مبالاة، فسيبقى الموهوب موهوباً - اسما- لا تأثيراً أو فارقاً يذكر لأنه بكل بساطة «لا مبالي».

ارسموا لأنفسكم أهدافاً ولو بسيطة لتخف عليكم وطأة الإجابة عن السؤال المؤلم، ماذا لو؟