ككل شيء.. تحتاج أعوامنا وأيامنا إلى مراجعة وتقييم وحذف وإضافة وتطوير، أو إعادة تدوير لبعض مواقفنا.. رؤانا.. أفكارنا أو علاقاتنا.. وهذا ما اعتاد على فعله كثير منا، ليسلك أفضل الطرق وأقصرها للوصول إلى أهدافه.
ولكن.. تقييمنا لعامنا هذا يجب أن يكون مختلفاً، فمراجعة دفاتر هذا العام وكشف حساباته يجب أن تتسع لتشمل عقداً كاملاً من الزمان حدثت فيه تغيرات وتحولات كثيرة جداً حتى أننا بالكاد نستطيع استيعاب سرعة حدوثها. فما بين 2010 إلى 2020 مسافة قرن من الزمان اختصرت بعقد منه.
تحولات جبارة على كل الأصعدة.. سياسياً.. اقتصادياً.. واجتماعياً.. تحولات بعضها استطاعت عقولنا تقبلها بسهولة، والبعض الآخر يتأرجح على أرجوحة قناعاتنا بين الرفض والقبول. هذا التأرجح يحدث غالباً مع التحولات الاجتماعية.. حيث إنها الأصعب في التقبل والأكثر في المقاومة، فالمجتمع يتكون من أجيال وبيئات وأفكار وقناعات وأنماط اجتماعية متباينة، اختلافها هذا يجعل تقبلها للتغيير متذبذباً في سرعته، وكذلك ردود الفعل تجاهه.. ومن هنا تنشأ المقاومة التي تقف حائط صد بوجه التغيير الذي هو سنة الحياة ووقود النماء الذي يحافظ على استمرارية الحياة ورفعة الأوطان.
التغيير الحاصل في وطننا ومجتمعنا، وما يترتب عليه من آثار جانبية هو ما يهمنا في المقام الأول.. فرياح التغيير هبت بسرعة عاصفة، اقتلعت ما تراكم من أدوات مختلفة عفى عليها الزمان حتى أصبحت عقبات في وجه الصعود إلى أعلى، وأبقت الذي مازال صالحا، واستحدثت ما ولد من رحم الحاجة لبناء مجتمع سليم في وطن متين.
وكما أن في الصدمات علاجا لبعض القلوب، كانت الصدمة أنجح الحلول لمعوقات التغيير الذي لا بد منه إن كنا نريد أن نكون في الصدارة.
كلنا يتفق أن العلاج بالصدمة اختصر لنا الكثير، ولكن هل سألنا أنفسنا ما هي العلاجات التي يجب أن ترادف تلك الصدمة ؟
كما يقول المثل (يد واحدة لا تستطيع التصفيق) فما الذي يجب علينا أن نفعله كمؤسسات رسمية ومدنية لمعالجة آثار هذه الصدمة على من عاش في بيئات مغلقة أبعد ما تكون عن هذا الانفتاح الحاصل، ولمن تشربت أفكاره مقاومة كل جديد خوفا وتشاؤما.. ماذا فعلنا حتى نحولهم من معوقات تغيير إلى عجلات دفع له ؟
أعتقد أن أكثر وقت نحتاج فيه علماءنا الأفاضل، هو هذا الوقت لأننا مجتمع متدين يميل بطبعه إلى كل ما يشعر أنه يسير به نحو طريق الله ليضمن صلاح آخرته ونعيمها، لذلك هو الوقت الذهبي الذي نحتاج حقا إلى تعزيز حب الله في القلوب، بطمأنتها من خلال إفهام الناس أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تمس حدود الله، وأن الدنيا حلوة خضراء، والاستمتاع بها حلال ما لم يكون استمتاعا محرماً، وذلك يكون بنشر ثقافة المؤمن القوي من داخله وبكامل إرادته، الحازم بامتناعه اختياراً وقناعة عن المغريات مهما كثرت حوله. وأيضا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرق أكثر جاذبية، تجعل غالبية المجتمع آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، بأخلاقهم أولاً، ثم بأفعالهم البانية لا الهادمة، الجاذبة للدين لا المنفرة منه.
لا ننس أيضا أن الخدمة الاجتماعية من التخصصات التي يجب أن يُفعل دورها بقوة الآن، فهذه المهنة ظلمت في حصرها بالمدارس بلا دور حقيقي، أو في المستشفيات مع المرضى، فالخدمة الاجتماعية هي المهنة المسؤولة بشكل أساسي عن سد الفجوة بين تغير المجتمعات وقناعات أفرادها المقاومة له.
في مجتمعنا أصبحنا بحاجة ماسة إلى تصاريح لنوع جديد من النوادي، أو العيادات أو المعاهد أو أيا كان اسمها، المهم أنها أماكن بمختصين بالشرع والعقيدة، يعملون مع أخصائيين اجتماعين متخصصين في التقريب بين الفرد والمتغيرات حوله.
نحتاج إلى دورات في المدارس والمؤسسات والجهات الحكومية، لتقوم بإذابة الجليد المتراكم على القناعات، ليظهر الوجه الحقيقي للتغير الحاصل في مجتمعنا، ولتدرك العقول أهميته، وأنه سيأخذنا للأفضل دون تفريط بأعظم ما نعتز به من مسلمات شرعية وقيم مجتمعية وهوية وطنية.
ولكن.. تقييمنا لعامنا هذا يجب أن يكون مختلفاً، فمراجعة دفاتر هذا العام وكشف حساباته يجب أن تتسع لتشمل عقداً كاملاً من الزمان حدثت فيه تغيرات وتحولات كثيرة جداً حتى أننا بالكاد نستطيع استيعاب سرعة حدوثها. فما بين 2010 إلى 2020 مسافة قرن من الزمان اختصرت بعقد منه.
تحولات جبارة على كل الأصعدة.. سياسياً.. اقتصادياً.. واجتماعياً.. تحولات بعضها استطاعت عقولنا تقبلها بسهولة، والبعض الآخر يتأرجح على أرجوحة قناعاتنا بين الرفض والقبول. هذا التأرجح يحدث غالباً مع التحولات الاجتماعية.. حيث إنها الأصعب في التقبل والأكثر في المقاومة، فالمجتمع يتكون من أجيال وبيئات وأفكار وقناعات وأنماط اجتماعية متباينة، اختلافها هذا يجعل تقبلها للتغيير متذبذباً في سرعته، وكذلك ردود الفعل تجاهه.. ومن هنا تنشأ المقاومة التي تقف حائط صد بوجه التغيير الذي هو سنة الحياة ووقود النماء الذي يحافظ على استمرارية الحياة ورفعة الأوطان.
التغيير الحاصل في وطننا ومجتمعنا، وما يترتب عليه من آثار جانبية هو ما يهمنا في المقام الأول.. فرياح التغيير هبت بسرعة عاصفة، اقتلعت ما تراكم من أدوات مختلفة عفى عليها الزمان حتى أصبحت عقبات في وجه الصعود إلى أعلى، وأبقت الذي مازال صالحا، واستحدثت ما ولد من رحم الحاجة لبناء مجتمع سليم في وطن متين.
وكما أن في الصدمات علاجا لبعض القلوب، كانت الصدمة أنجح الحلول لمعوقات التغيير الذي لا بد منه إن كنا نريد أن نكون في الصدارة.
كلنا يتفق أن العلاج بالصدمة اختصر لنا الكثير، ولكن هل سألنا أنفسنا ما هي العلاجات التي يجب أن ترادف تلك الصدمة ؟
كما يقول المثل (يد واحدة لا تستطيع التصفيق) فما الذي يجب علينا أن نفعله كمؤسسات رسمية ومدنية لمعالجة آثار هذه الصدمة على من عاش في بيئات مغلقة أبعد ما تكون عن هذا الانفتاح الحاصل، ولمن تشربت أفكاره مقاومة كل جديد خوفا وتشاؤما.. ماذا فعلنا حتى نحولهم من معوقات تغيير إلى عجلات دفع له ؟
أعتقد أن أكثر وقت نحتاج فيه علماءنا الأفاضل، هو هذا الوقت لأننا مجتمع متدين يميل بطبعه إلى كل ما يشعر أنه يسير به نحو طريق الله ليضمن صلاح آخرته ونعيمها، لذلك هو الوقت الذهبي الذي نحتاج حقا إلى تعزيز حب الله في القلوب، بطمأنتها من خلال إفهام الناس أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تمس حدود الله، وأن الدنيا حلوة خضراء، والاستمتاع بها حلال ما لم يكون استمتاعا محرماً، وذلك يكون بنشر ثقافة المؤمن القوي من داخله وبكامل إرادته، الحازم بامتناعه اختياراً وقناعة عن المغريات مهما كثرت حوله. وأيضا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرق أكثر جاذبية، تجعل غالبية المجتمع آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، بأخلاقهم أولاً، ثم بأفعالهم البانية لا الهادمة، الجاذبة للدين لا المنفرة منه.
لا ننس أيضا أن الخدمة الاجتماعية من التخصصات التي يجب أن يُفعل دورها بقوة الآن، فهذه المهنة ظلمت في حصرها بالمدارس بلا دور حقيقي، أو في المستشفيات مع المرضى، فالخدمة الاجتماعية هي المهنة المسؤولة بشكل أساسي عن سد الفجوة بين تغير المجتمعات وقناعات أفرادها المقاومة له.
في مجتمعنا أصبحنا بحاجة ماسة إلى تصاريح لنوع جديد من النوادي، أو العيادات أو المعاهد أو أيا كان اسمها، المهم أنها أماكن بمختصين بالشرع والعقيدة، يعملون مع أخصائيين اجتماعين متخصصين في التقريب بين الفرد والمتغيرات حوله.
نحتاج إلى دورات في المدارس والمؤسسات والجهات الحكومية، لتقوم بإذابة الجليد المتراكم على القناعات، ليظهر الوجه الحقيقي للتغير الحاصل في مجتمعنا، ولتدرك العقول أهميته، وأنه سيأخذنا للأفضل دون تفريط بأعظم ما نعتز به من مسلمات شرعية وقيم مجتمعية وهوية وطنية.