أكد خبراء أميركيون خلال حلقة نقاش عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أن مرحلة ما بعد نظام العقيد القذافي في ليبيا قد بدأت بالفعل. وضمت الحلقة عددا كبيرا من الخبراء كما استطلع آراء خبراء آخرين لم يشاركوا في النقاش بهدف وضع نقاط متفق عليها حول ما يراه أبرز الأكاديميين الأميركيين لما ينبغي أن تكون عليه سياسة الإدارة تجاه الأوضاع في ليبيا وموقف واشنطن بعد زوال نظام القذافي.
وقال المركز في ورقة ختامية: إن الوضع الحالي يوضح أنه لا يمكن حل الأزمة الحالية في ليبيا بالطرق العسكرية، وذلك بسبب عجز الثوار عن دخول طرابلس. وأضاف: أن التغيير لا بد أن يحدث في ليبيا إلا أن الأمر يمكن أن يستغرق فترة زمنية تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام. وشارك في النقاش 50 خبيرا ومسؤولا سابقا ودبلوماسيا كلهم أميركيون. وتابع من الواضح أن الجيش الليبي بدأ يتأقلم مع تدهور أوضاعه وأن عمليات الانشقاق تراجعت إلى حد كبير. وكما أن الوقت ليس في صالح القذافي فإنه ليس في صالح الحلفاء أيضا إذ لا يبدو ظاهرا أن هناك أساليب يمكن تطبيقها للتعجيل بانهيار النظام. إلا أن فترة ما بعد القذافي قد بدأت بالفعل، ويجب على الحلفاء التعامل معها بهذه الروح وبهذا الاسم وإعلان ذلك صراحة.
وحذرت توصيات الخبراء من الإفراط في دعم المجلس الوطني الانتقالي بالأموال بقولهم إن الأموال الكثيرة تشكل مشكلة بقدر ما تشكل الأموال القليلة. إن تراجع الأموال في الشرق ساعد على توليد روح من التطوع والتضامن وتجاوب الناس مع خطوات التضامن التي اتخذت. أما الأموال الكثيرة فإنها يمكن أن تؤدي إلى انتشار روح من المركزية والتبعية الشخصية.
كما حذر الخبراء من الارتباط بالمجلس الوطني الانتقالي وحده على صعيد معارضي القذافي، وطلبوا في المقابل الاستعداد لبلورة كيانات أخرى جديدة. كما أن بعضا منهم كانوا قلقين من التشرذم في صفوف المجلس. وقال آخرون: إن بقاء بعض القيادات خارج ليبيا يؤدي إلى انفصالهم عن الوضع على الأرض هناك. وذكر الخبراء أن الأمم المتحدة تتمتع بقدر مناسب من الشرعية في ليبيا، ولكن القذافي لا يهتم إلا بمواقف الولايات المتحدة فضلا عن خوفه من مواقف واشنطن. وقال بعض الخبراء: إن هناك احتياجا لقرار من مجلس الأمن للبدء في إعادة إعمار ليبيا
إلى ذلك تدور مباحثات منذ أسابيع عدة بين المجلس الانتقالي ومعاونين سابقين للقذافي، حسبما أعلن الكاتب الفرنسي برنار ـ هنري ليفي في حديث لإذاعة أوروبا 1. وقال ليفي هناك مفاوضات سياسية جارية منذ أسابيع بين المجلس الوطني الانتقالي وأشخاص من طرابلس أيديهم غير ملطخة بالدماء، هم معاونون سابقون للقذافي وتكنوقراط وأشخاص يعرفون كيفية تسيير أمور الدولة. وتابع لم تكن هناك دولة أبدا في ليبيا، بل كانت هناك مجموعة من اللصوص الذين استولوا على السلطة. الشرط المسبق الأساسي هو استبعاد القذافي وأسرته من السلطة وبعد ذلك تشكيل نواة دولة جديدة. ولدى سؤاله حول مقتل اللواء الليبي عبدالفتاح يونس أحد الرموز السابقين لنظام معمر القذافي الذي أصبح قائدا عسكريا لحركة التمرد، في ظروف غامضة الأسبوع الماضي في بنغازي، أجاب ليفي الذي زار ليبيا أربع مرات في الأشهر الماضية أن قتلة متسللين يعملون لحساب القذافي هم المسؤولون عن الاغتيال.