الحياة ليست كما يفهمها «المهايطية» لا تقوم إلا على المفاخرة بالمال والجاه والمنصب، أو التفاخر بالبيوت الكبيرة والأزياء الأوروبية، أو بالسفرات المكوكية والساعات السويسرية، أو بعلك الكلام ومضغه، أو بالابتسامات الهوليوودية المصطنعة، أو كثرة الحديث عن المظاهر وتعداد المقتنيات وحساب المجوهرات التي تملأ الخزائن، أو بالإصرار على تكبير المناسبات، أو ذبح عشرات الرؤوس من الأغنام والقعدان، أو بكثرة أعداد الصحون والمفطحات، أو من خلال فخامة قاعات الفرح، أو بالطوابير الزاحفة من البشر.
الحياة الصحيحة لا تعني أي شيء من هذا الكلام، ولا يمكن لحياة مثل هذه رغم ما تمتلئ به من صور الفخامة والبهرجة، أن تخلق السعادة لهواة المظاهر وعشاق المهايطية، الحياة أكبر وأفخم وأعظم من أن تتحول إلى مجرد حياة لا تقوم إلا على «الهياط الزائف» رغم أنف الذين يعيشون بقدرهم مسحوقين على هامش الحياة، وهم يرون المهايطية رأي العين ينثرون الفلوس كيفما كان أمر نثرها.
لهذا أقول «ليت المهايطية يضعون حدا لهياطهم» ويتعلمون القيم الحقيقية لمعنى الحياة السعيدة، فليس هذا زمن المظاهر البراقة، ولا زمن البهرجة الاستعراضية، ولا زمن التفاخر بالمال والمظاهر الزائفة، نحن في زمن العلم والتحضر والتقدم، زمن اقتصاديات الوقت والجهد والمال، زمن الفكر والوعي والتحضر، زمن الإنجازات والنجاحات، زمن تتغلب فيه البساطة والتواضع والحكمة على كل أشكال المهايطة وألوانها.
وأقول: لكل المهايطية الذين أعمتهم المظاهر وأصابتهم، لو يتفكرون كثيرا في حال بلدان حولنا، أكلت أهلها الحروب، وعاثت بها الفتن، ونالها الفقر، بعد أن كانوا مضرب مثل في الترف المقيم، والنعمة والنعيم، فزالت وزالوا وباتوا عبرة وعظة.
وأقول: ليت مهايطية «حشد الحشود في الأعراس» ونثر الفلوس على طقوس ما أنزل الله بها من سلطان وعذرهم «نستحي من الجماعة، أو ما نقدر نخلي أحد، أو لسنا بأقل من غيرنا، أو خلونا نفرح كلها ليلة» أو يتذرعون بخشيتهم من «نقد الناس وعيب القبيلة»؛ أن يتوقفوا عن هياطهم وعبثهم، فترشيد المناسبات في العدد والعدة دليل تحضر ووعي وفكر ناضج، واختصار مناسبات العرس لا ينقص من فرحة العروسين شيئا، وجيوب العروسين أولى بالفلوس من جيوب المغنين والمغنيات والشعراء، ومن بعثرتها على طقوس لأصحاب المحال والعمال يكون مصيرها النفايات، وليتركوا من لا يعجبه الاختصار «يشرب من ماء البحر حتى يرتوي» فالله أحق أن يخشى أكثر من خشيتهم الناس.
وأقول: ليت مهايطية «حمل السلاح في الأفراح» وهم يطلقون لأسلحتهم العنان يتوقفوا عن هياطهم، فقد حولوا بعض المناسبات وساحاتها إلى مشاهد نار ورصاص وأجواء حرب، فكم من أفراح تحولت إلى أتراح بسبب طيش رصاص العابثين، وعليهم أن يمتثلوا لقرارات الدولة بمنع مظاهر السلاح وإطلاق الرصاص في المناسبات الاجتماعية.
وأقول: ليت مهايطية «مخيمات التعازي» الذين حولوها إلى عزائم ودعوات للعشاء والغداء أن يتوقفوا عن هياطهم، فلم تعد وجبات العزاء تصنع لأهل العزاء كما هي السنة «اصنعوا لآلِ جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم» فإن مبالغتهم في قلب أجواء العزاء إلى عزائم أفقدت الناس طعم الإحساس بوجع الرحيل؛ وأنستهم رهبة الموت، حتى غابت الغاية من إقامة العزاء وغاب الإحساس بألم الفقد، ليس للإحساس بالألم في ذاته إنما لأخذ العظة والعبرة في أن الحياة دار ممر لا مقر، وأنها قصيرة وإن طالت والنهاية في الأخير نهاية محتومة.
وأقول: ليت مهايطية «التفاخر بقبائلهم وأحسابهم وأنسابهم وأفعالهم» وقد صدعوا رؤوسنا بالشيلات والقصائد، وكأنهم أصحاب الصدر الأول، والناس من بعدهم؛ أن يتوقفوا عن هياطهم فكل الناس أبناء تسعة، والناس داخل الوطن إخوة وأبناء عم، والفضيلة بين الناس عامة، لا تكون إلا لمن هو أتقى عند الله، والتفاخر لا يكون إلا بما يقدمه الإنسان لدينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه من أعمال خير.
وفي الختام أقول «لأهل الهياط» ضعوا حدا لهياطكم، ولا تجعلوا المظاهر تأخذ حيزا كبيرا من تفكيركم، وتقضم كثيرا من ميزانياتكم المالية، وتدفعكم إلى الديون والاقتراض، وتحيرّكم طويلا في ركوبكم وسفراتكم ومناسباتكم، توقفوا عن هياطكم، وتعلموا فن العيش ومعنى الحياة وقيمتها وجمالها، فجمالها يكمن في البساطة والاختصار وترشيد المناسبات ومراعاة أوضاع المجتمع وأحوال الناس.
الحياة الصحيحة لا تعني أي شيء من هذا الكلام، ولا يمكن لحياة مثل هذه رغم ما تمتلئ به من صور الفخامة والبهرجة، أن تخلق السعادة لهواة المظاهر وعشاق المهايطية، الحياة أكبر وأفخم وأعظم من أن تتحول إلى مجرد حياة لا تقوم إلا على «الهياط الزائف» رغم أنف الذين يعيشون بقدرهم مسحوقين على هامش الحياة، وهم يرون المهايطية رأي العين ينثرون الفلوس كيفما كان أمر نثرها.
لهذا أقول «ليت المهايطية يضعون حدا لهياطهم» ويتعلمون القيم الحقيقية لمعنى الحياة السعيدة، فليس هذا زمن المظاهر البراقة، ولا زمن البهرجة الاستعراضية، ولا زمن التفاخر بالمال والمظاهر الزائفة، نحن في زمن العلم والتحضر والتقدم، زمن اقتصاديات الوقت والجهد والمال، زمن الفكر والوعي والتحضر، زمن الإنجازات والنجاحات، زمن تتغلب فيه البساطة والتواضع والحكمة على كل أشكال المهايطة وألوانها.
وأقول: لكل المهايطية الذين أعمتهم المظاهر وأصابتهم، لو يتفكرون كثيرا في حال بلدان حولنا، أكلت أهلها الحروب، وعاثت بها الفتن، ونالها الفقر، بعد أن كانوا مضرب مثل في الترف المقيم، والنعمة والنعيم، فزالت وزالوا وباتوا عبرة وعظة.
وأقول: ليت مهايطية «حشد الحشود في الأعراس» ونثر الفلوس على طقوس ما أنزل الله بها من سلطان وعذرهم «نستحي من الجماعة، أو ما نقدر نخلي أحد، أو لسنا بأقل من غيرنا، أو خلونا نفرح كلها ليلة» أو يتذرعون بخشيتهم من «نقد الناس وعيب القبيلة»؛ أن يتوقفوا عن هياطهم وعبثهم، فترشيد المناسبات في العدد والعدة دليل تحضر ووعي وفكر ناضج، واختصار مناسبات العرس لا ينقص من فرحة العروسين شيئا، وجيوب العروسين أولى بالفلوس من جيوب المغنين والمغنيات والشعراء، ومن بعثرتها على طقوس لأصحاب المحال والعمال يكون مصيرها النفايات، وليتركوا من لا يعجبه الاختصار «يشرب من ماء البحر حتى يرتوي» فالله أحق أن يخشى أكثر من خشيتهم الناس.
وأقول: ليت مهايطية «حمل السلاح في الأفراح» وهم يطلقون لأسلحتهم العنان يتوقفوا عن هياطهم، فقد حولوا بعض المناسبات وساحاتها إلى مشاهد نار ورصاص وأجواء حرب، فكم من أفراح تحولت إلى أتراح بسبب طيش رصاص العابثين، وعليهم أن يمتثلوا لقرارات الدولة بمنع مظاهر السلاح وإطلاق الرصاص في المناسبات الاجتماعية.
وأقول: ليت مهايطية «مخيمات التعازي» الذين حولوها إلى عزائم ودعوات للعشاء والغداء أن يتوقفوا عن هياطهم، فلم تعد وجبات العزاء تصنع لأهل العزاء كما هي السنة «اصنعوا لآلِ جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم» فإن مبالغتهم في قلب أجواء العزاء إلى عزائم أفقدت الناس طعم الإحساس بوجع الرحيل؛ وأنستهم رهبة الموت، حتى غابت الغاية من إقامة العزاء وغاب الإحساس بألم الفقد، ليس للإحساس بالألم في ذاته إنما لأخذ العظة والعبرة في أن الحياة دار ممر لا مقر، وأنها قصيرة وإن طالت والنهاية في الأخير نهاية محتومة.
وأقول: ليت مهايطية «التفاخر بقبائلهم وأحسابهم وأنسابهم وأفعالهم» وقد صدعوا رؤوسنا بالشيلات والقصائد، وكأنهم أصحاب الصدر الأول، والناس من بعدهم؛ أن يتوقفوا عن هياطهم فكل الناس أبناء تسعة، والناس داخل الوطن إخوة وأبناء عم، والفضيلة بين الناس عامة، لا تكون إلا لمن هو أتقى عند الله، والتفاخر لا يكون إلا بما يقدمه الإنسان لدينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه من أعمال خير.
وفي الختام أقول «لأهل الهياط» ضعوا حدا لهياطكم، ولا تجعلوا المظاهر تأخذ حيزا كبيرا من تفكيركم، وتقضم كثيرا من ميزانياتكم المالية، وتدفعكم إلى الديون والاقتراض، وتحيرّكم طويلا في ركوبكم وسفراتكم ومناسباتكم، توقفوا عن هياطكم، وتعلموا فن العيش ومعنى الحياة وقيمتها وجمالها، فجمالها يكمن في البساطة والاختصار وترشيد المناسبات ومراعاة أوضاع المجتمع وأحوال الناس.