ينتمون لبني سليم ولعبوا دورا في فتوحات محمد علي وتأمين طرق الحج
أهدت إحدى العائلات المصرية مجموعة من الفرمانات والوثائق الخديوية النادرة لمشروع ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية. وشهد مقر الأسرة الطحاوية بمحافظة الشرقية أخيرا لقاء بين وفد من المكتبة والشيخ محمد سعود الطحاوي الذي سلمهم الصور والوثائق المهداة. وقال رئيس وحدة ذاكرة مصر المعاصرة محمود عزت: إن الإهداءات يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مشيراً إلى أن تلك المواد تتعلق بتاريخ الأسرة الطحاوية، وتاريخ الخيول في مصر، كما أنها توثق للعادات والتقاليد والتراث البدوي لقبيلة الطحاوية، إضافة إلى توثيق الأسلحة التي كانت تستخدم في رحلات الصيد وفي الحروب قديما. وأضاف أن جميع مواد الأرشيف الوثائقي والصحفي والفوتوجرافي الخاص ببدو الطحاوية في مصر، والتي يصل عددها إلى أكثر من ألفي مادة تاريخية، ستتاح لمتصفحي موقع ذاكرة مصر المعاصرة بمجرد الانتهاء من توثيقها وتوصيفها إلكترونيا.
من جانبهما، أوضح الباحثان بمشروع ذاكرة مصر المعاصرة محمد غنيمة وحسين سلامة، أن الحياة الاجتماعية لعرب الطحاوية تتميز بوجود الكثير من الموروثات العربية القديمة، كتربية الخيول العربية الأصيلة، مع الاهتمام بأنسابها ووثائق تلك الأنساب، لافتين إلى أن حبهم لتربية الخيول وتعلُّقهم بها يرجع إلى وجودها معهم منذ نزولهم مصر.
يُذكر أن عرب الطحاوية من أكبر بطون قبيلة الهنادي من بني سليم التي نزحت من شبه الجزيرة العربية إلى مصر والمغرب العربي مع حركة الفتوحات الإسلامية. ويعيش معظم أفرادها في تجمعات كبيرة تسمى بأسماء أجدادهم الذين سكنوا تلك المناطق على شكل نجوع بمحافظة الشرقية. ولقبيلة الهنادي والطحاوية دور كبير منذ عصر محمد علي ينفردون به، وقد منحتهم الدولة نظير خدماتهم إقطاعيات ضخمة جعلتهم من كبار ملاك الأراضي في الشرقية. ونشر كثير من الباحثين الأكاديميين رسائل تخصصت في قبيلة الهنادي. وهناك عدد ضخم من الوثائق يبين دورهم الكبير في فتوحات محمد علي، وفي تأمين طرق الحج والتجارة، بل والإشراف على شؤون الحج، وصولا إلى أعمال النقل في حفر قناة السويس، وغير ذلك.