واشنطن، دمشق: الوكالات

أوباما يصف الحملة بالمروعة ويتوعد الأسد بالعزل

استبق النظام السوري أمس قدوم رمضان بحملة عسكرية واسعة على مدن عدة، راح ضحيتها 136 شخصا بينهم 100 في مدينة حماة بحسب منظمات حقوقية، إضافة إلى عشرات الجرحى، إصابات أغلبهم خطرة.
وأدت الحملة التي شنتها القوات السورية، إلى تصعيد في المواقف الدولية إزاء النظام، إذ وصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما بالـمروعة، متوعدا بزيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري، وقال إن بشار الأسد من خلال أعماله يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءا من الماضي.
ووصف أوباما المتظاهرين بالـشجعان، وأضاف: إن استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع، مشيرا إلى أن التقارير التي تخرج من حماة مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري.


تحولت العشرات من المدن السورية إلى هدف عسكري للجيش الذي حاصر بعضها واقتحم البعض الآخر مخلفا مئات القتلى والجرحى، وذلك قبل يوم من بداية شهر رمضان المبارك الذي هدد المنتفضون في سورية بتحويل كل يوم فيه إلى جمعة احتجاج، فيما شهدت بعض قطاعات الجيش انشقاقات بعد ما شاهدوه من أعمال إرهابية ضد السكان.
وفيما اعتبر مسؤول في السفارة الأميركية في دمشق الرواية التي ساقتها السلطات عن اقتحام مدينة حماة أمسخيالية وأن اقتحامها يوضح أن السلطات يائسة، طالب ناشطون سوريون الجامعة العربية بالتدخل لوقف المجازر ضد شعبهم. وهدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله النظام السوري بتطبيق المزيد من العقوبات. في حال استمر عدم استعداد الرئيس بشار الأسد لتغيير المسار فإننا وبالتعاون مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي سنطبق المزيد من العقوبات. وأفاد ناشطون حقوقيون أن 136 شخصا بينهم 100 في مدينة حماة وحدها قتلوا وأصيب العشرات وأغلبهم بجروح خطرة، فيما اعتقل أكثر من 300 شخص في ريف دمشق.
وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي لوكالة فرانس برس أن قوات من الأمن رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة وأطلقت النار مما أسفر عن مقتل 95 شخصا. وأورد قربي لائحة بأسماء 62 شخصا فيما يجري التعرف على هوية بقية الجثامين. وأكد قربي مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) حيث انتشر القناصة فوق الأسطح، موضحا أن أغلب الإصابات كانت في الرأس والعنق. كما أعلن عن مقتل 6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق) التي اقتحمها الجيش صباحا.
من جهته، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات عندما أطلق رجال الأمن النار على الأهالي الذين خرجوا للتظاهر إثر سماعهم الأنباء عن حماة. وأوضح عبد الرحمن أن قوات من الجيش ترافقها عناصر أمنية اقتحمت مدينة حماة من عدة محاور. وأكد أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن حوالي الساعة السادسة دخلت قوات من الجيش واتجه أغلبها نحو جامع السرجاوي ومنطقة جنوب الثكنة. وأضاف الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن خمس دبابات تمركزت بجانب قصر المحافظ، مشيرا إلى إطلاق نار متقطع. وأشار شاهد آخر إلى إطلاق 4 قذائف من مدرعات بي تي آر (الروسية الصنع) على المدينة.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق قطعت في عدة مناطق وخرج الأهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف أدلب. وأضاف رامي عبد الرحمن أنه سمع صوت إطلاق الرصاص في محيط أحياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص، مشيرا إلى أن الاتصالات قطعت عن هذه الأحياء.
كما أشار إلى حصار كامل للمنطقة وإضراب تام في السوق تضامنا مع ما يحدث في حماة.
وأصيب 42 شخصا على الأقل أمس حينما ألقت قوات الأمن قنابل مسامير على احتجاج في ضاحية حرستا التي انتشرت فيها الفرقة الرابعة التابعة للجيش بغرض قمع الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية. وفي ريف دمشق ذكر مدير المرصد أن قوات من الأمن والجيش اقتحمت عند الخامسة من صباح أمس، مدينة معضمية الشام وتوزعت الدبابات على المداخل الشرقية والجنوبية والغربية. وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات. كما أعلن رئيس الرابطة لوكالة فرانس برس أن السلطات الأمنية اعتقلت المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير مشيرا إلى أن البشير هو عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق.
من جهتها، لفتت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)إلى استشهاد ضابط برتبة عقيد وعنصرين من الجيش برصاص مسلحين في دير الزور. كما ذكرت الوكالة أن عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا أمس برصاص مجموعات مسلحة في حماة. وأضافت الوكالة أن هذه المجموعات أحرقت مخافر الشرطة واعتدت على الممتلكات العامة والخاصة ونصبت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة. وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش تعمل على إزالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة. ونقلت الوكالة عن بعض الأهالي في المدينة أن مجموعات مسلحة تضم عشرات المسلحين تتمركز حاليا على أسطح الأبنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل أسلحة رشاشة وقاذفات آر بي جي متطورة وتقوم بإطلاق النيران المكثفة لترويع الأهالي.