نجران: عبدالله جليد

تشكل الزيارات العظيمة بين الزعماء، أرضية خصبة لبزوغ العديد من الأفكار والأعمال الكبيرة، وهذا ما نتج عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة للمملكة العربية السعودية، حيث قامت الفنانة التشكيلية وسفيرة العمل الإنساني في مركز الملك سلمان للإغاثة، نبيلة أبو الجدايل بعمل فني فريد عبر الجمع بين الضيف وصاحب الدار والهدية في إطار تاريخي، في أحد أعمالها الفنية.

ثيم اللوحة

أبانت أبو الجدايل خريجة الفنون بجامعتي هارفارد ونورث، أن اللوحة التشكيلية التي حملت عنوان «أنت صقر وحنا صقور» استغرق رسمها حوالي الشهر، وأضافت أن اختيار موضوع «الصقور» كثيمة فنية للوحة جاء بعد التفكير العميق في ماهية الرمز الثقافي الذي يجمع الحضارتين العظيمتين السعودية والروسية، ليتم بعد ذلك تشيكل هذا المفهوم وهو الكرم السعودي المتمثل في مجلس خادم الحرمين الشريفين بـ «قصر العوجا» بالدرعية، ممزوجا بملامح من غرفة «العرش» الروسي بـ «قصر الشتاء» في مدينة سانت بطرسبرج في روسيا، عن طريق المزج ما بين عنصري الرسم والصورة.

لوحة الرمز الروسي

أضافت أبو الجدايل حول موضوع لوحتها الأخرى والتي عرفت بلوحة «الرمز الروسي» أن اللوحة تم رسمها بطابع وألوان تمثل الثقافة الروسية وهما اللونان الأزرق والأحمر، وصورت اللوحة في مفهومها الفني إضافة إبداعية برسم جزء من المقصورة الرئاسية في مسرح «بولتشوي» العريق الواقع في مدينة موسكو الروسية بالقرب من مبنى الكرملين، إلى جانب رسمة الصقر لإظهار الدلالة الرمزية في أعلى اللوحة وهو المستوحى من «بيضة الفابرجيه» وهي البيضات الإمبراطورية التي صاغها الصائغ الروسي الشهير «بيتر كارل فابرجيه» لعقود قبل أن تنتهي مسيرته المهنية عام 1917.

هوية فنية سعودية

أكدت أبو الجدايل أن من حق المبدعين السعوديين أن يمنحوا الفرصة للمشاركة في صناعة صورة فنية سعودية بأنامل وطنية، ليكون ذلك أحد الأبواب المهمة لصناعة رؤية سعودية حضارية يمكن تصديرها للعالم حول الصورة الحقيقية للسعوديين مقابل الصورة النمطية السلبية التي يحاول الكثير من أعداء الوطن رسمها بكل ما أوتوا من قوة لتشويه صورة الوطن الكبير. وأكدت أنها مازالت تنتظر الفرصة التي تستطيع من خلالها عرض رسوماتها التشكيلية التي تتمحور حول «الوطن ورموزه» والتي وصل مجموعها 400 عمل فني حتى الآن.