أعرب القنصل البريطاني في المملكة «سيف أشر» عن قلقه بشأن مستقبل اللغة العربية، وذلك عبر تغريدة نشرها في حسابه بـ«تويتر»، تعقيبًا على صورةٍ التُقطت لأحد المنتجات الغذائية المحلية، وقد كُتب الاسم الإنجليزي لها باستخدام أحرف عربية، وكان نصّ التغريدة: «أشعر بالقلق من أن اللغة العربية تستخدم الآن الكثير من الكلمات الإنجليزية !!».
بعد تقديم الشكر الجزيل لسعادة القنصل على هذه اللفتة المهمّة، وإن بدت غريبة، والتي تشير إلى مدى اهتمامه باللغة العربية، أعترف بأنّني واجهتُ في البداية صعوبةً في استيعاب الموقف، فهو يشبه أن يقول لك التاجر الذي قصدتَه لشراء حاجاتك بسخاء: «أشعر بالقلق من طريقة إنفاقك للمال !!».
في الحقيقة، لم يثر عجبي واستفزازي أن يقلق الأجنبي من هيمنة لغته الأم على لغةٍ أخرى، بقدر ما استفزّني عدم ارتكابه لخطأ إملائي أو نحوي واحد!، وأزعم أن الجمهور الأعم من الأمة العربية كان ليرتكب الأغلاط الفادحة لو طُلب منه كتابة الجملة نفسها لا غير!.
تكمن المصيبة في أن العرب لا يدركون أبجديات اللغة العربية وضوابطها، فضلًا عن مسائلها الأعمق، فلا فرق لديهم – مثلًا - بين الفاعل والمفعول به، ولا بين همزة قطع ووصل، فمثلاً جملة «عاد المسافرون إلى بلادهم» هي نفسها «عاد المسافرين إلى بلادهم»!، وليذهب الفاعل إلى حيث أتى!، ورسم «استغفر» بهذا الشكل يشير إلى المعنى نفسه في رسم «أستغفر»، وكأنّ مهمّة الهمزة ليست سوى إرهاق لوحة المفاتيح وإزعاج الكاتب، والمصيبة تعظم حين نعلم بأن فئةً كبيرة من مرتكبي تلك الأخطاء هم من المتعلمين والأكاديميين بل ومن المتخصصين في اللغة العربية!.
قبل أن أختم المقالة، أودّ تكرار شكري لسعادة القنصل البريطاني المحترم على تغريدة أخرى قال فيها: «وإن اللغة العربية تعتبر بحق بحرًا من العلم!». وقد ساءني هذه المرة وقوعه في خطأ نحوي، بعد أن أحسنت الظن بقلمه، وهذا يقودني إلى الاعتذار عن لفظة «أجنبي» التي وردت بغرض التوصيف الجغرافي، وليس التشكيك في عروبته، وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نقول فيه: «عربٌ بلا عروبة»، على غرار «مسلمون بلا إسلام»، فنخلو من دنيا ودين، والسلام ختام.
بعد تقديم الشكر الجزيل لسعادة القنصل على هذه اللفتة المهمّة، وإن بدت غريبة، والتي تشير إلى مدى اهتمامه باللغة العربية، أعترف بأنّني واجهتُ في البداية صعوبةً في استيعاب الموقف، فهو يشبه أن يقول لك التاجر الذي قصدتَه لشراء حاجاتك بسخاء: «أشعر بالقلق من طريقة إنفاقك للمال !!».
في الحقيقة، لم يثر عجبي واستفزازي أن يقلق الأجنبي من هيمنة لغته الأم على لغةٍ أخرى، بقدر ما استفزّني عدم ارتكابه لخطأ إملائي أو نحوي واحد!، وأزعم أن الجمهور الأعم من الأمة العربية كان ليرتكب الأغلاط الفادحة لو طُلب منه كتابة الجملة نفسها لا غير!.
تكمن المصيبة في أن العرب لا يدركون أبجديات اللغة العربية وضوابطها، فضلًا عن مسائلها الأعمق، فلا فرق لديهم – مثلًا - بين الفاعل والمفعول به، ولا بين همزة قطع ووصل، فمثلاً جملة «عاد المسافرون إلى بلادهم» هي نفسها «عاد المسافرين إلى بلادهم»!، وليذهب الفاعل إلى حيث أتى!، ورسم «استغفر» بهذا الشكل يشير إلى المعنى نفسه في رسم «أستغفر»، وكأنّ مهمّة الهمزة ليست سوى إرهاق لوحة المفاتيح وإزعاج الكاتب، والمصيبة تعظم حين نعلم بأن فئةً كبيرة من مرتكبي تلك الأخطاء هم من المتعلمين والأكاديميين بل ومن المتخصصين في اللغة العربية!.
قبل أن أختم المقالة، أودّ تكرار شكري لسعادة القنصل البريطاني المحترم على تغريدة أخرى قال فيها: «وإن اللغة العربية تعتبر بحق بحرًا من العلم!». وقد ساءني هذه المرة وقوعه في خطأ نحوي، بعد أن أحسنت الظن بقلمه، وهذا يقودني إلى الاعتذار عن لفظة «أجنبي» التي وردت بغرض التوصيف الجغرافي، وليس التشكيك في عروبته، وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نقول فيه: «عربٌ بلا عروبة»، على غرار «مسلمون بلا إسلام»، فنخلو من دنيا ودين، والسلام ختام.