أنّي امرأة تحملُ الهمّ الجماعي وتحملُ تجربةَ الأيام كوثيقة عبر لوحاتِ حياتية في مختلف السياقات وبطاقةٍ مُضنية، وربما تتوسع في الخيال باعتبار ما تملك، وتساؤلات مشروعة لعلّي أجدُ الليلة ما يعينني- وأنا ممتنة لهدا الوطن العزيز، غير أنّ هذه المرأة، ترفض الانسحاب وتصرُّ على الاستمرار لتلمسها الأثر والمخرجات، وأقفز من مجال لآخر وفق الظروف وأسعى إلى الانسلال من أسْر التقليد وأحاولُ تجنب العرف السلبي، بهذا الاعتراف بدأت الأديبة والمستشارة الأسرية معصومة بنت عبدالمحسن العبدرب الرضا، كلمتها خلال حفل تكريمها في إثنينية محمد بن صالح النعيم الثقافية في الأحساء مساء أول من أمس، وذلك تقديراً لنشاطها الكبير في مجالات البحث العلمي والتأليف ولإسهاماتها العديدة في الكتابات الأدبية المتنوعة وبرامج التدريب في البرمجة العصبية، والاستشارات الأسرية، وحصولها على تكريم خاص على مستوى العالم العربي في مهرجان سوسة بتونس للمبدعات العربيات، وإصدارها أكثر من 10 مجموعات قصصية وروائية وكتبا تربوية واجتماعية متنوعة.
وحضر احتفالية التكريم، التي أدارها الشاعر عبدالله الخضير، في موقع الحفل نيابة عنها زوجها علي العبدرب الرضا، وأفراد عائلتها، وحشد من رجال الفكر والأدب والثقافة في الأحساء.
وأشارت المحتفى بها، خلال كلمتها في الحفل عبر الاتصال الهاتفي، إلى أن إثنينية النعيم في الأحساء، تعتبر تيارا في طريق التشكيل الثقافي واستمرارية الوسط الثقافي جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر، إذْ علمنا أنّ أوّل مدرسة ممنهجة خاصة أقامها في الهفوف أحد رجالات هذه الأسرة في الأربعينات من القرن الماضي الهجري، مؤكدة أن الإثنينية تتميز بقبول الآراء والتنوع في الشأن الثقافي كما أنّها تسمح بالفهم المشترك، مبينة أن قرية الجبيل بيئة ريفية أحسائية وبين أحضان الطبيعة شكل ملامح حركتها الاجتماعية العرف المقيد وأثقلها التوغل في الممنوع وكان ثمرة ذلك صرت في بيت الزوجية باكرا، ولعله خير، إذ أنه الذي حررني من قيود الممنوع إلى المصروف واكتشاف الذات والتطلع إلى الأمل المنشود مشكورا زوجي وأبنائي وأبويّ وأحبتي وأسرتي، لافتة إلى أنها تقوم حالياً بإنشاء مركز للتدريب والاستشارات نظرا لسعة جغرافية الأحساء.
وكان محمد بن صالح النعيم، استهل الحفل، بكلمة، أوضح فيها أن الإثنينية، اعتادت منذ إنشائها قبل عدة سنوات على تكريم المبدعين والمبدعات في الوطن العربي بمختلف الاختصاصات الأدبية، والأديبة العبدرب الرضا من الأديبات الأحسائيات اللاتي لهن إسهامات أدبية واجتماعية وتربوية واستشارية عديدة محلياً وخارجياً، وهذا التكريم بمثابة العناية والرعاية المستحقة للأدب والإسهامات الأخرى في الأحساء والقائمين عليها، وأن معصومة أديبة وطنية رسمت حروف الوفاء لشعب هذا الوطن بكل أطيافه.