دأب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الهروب من مشكلاته الداخلية بإشعال المعارك هنا، وهناك وتأجيج الأزمات والتورط في معارك جانبية، بينما تتآكل شعبيته ليس في تركيا فحسب، بل حتى داخل حزبه الذي بدأ يتصدع وينفض من سامره المؤسسون، ما يجعله مسكونا بهاجس فقدان الانتخابات المقبلة، ويفسر المراقبون أن الحرب، التي يشعلها حاليا إردوغان تركيا على الحدود السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب الكردي والقضاء على المخاوف التي يسببها قوات سورية الديمقراطية، ما هي إلا فصل جديد من الهروب من المشكلات الداخلية المتمثل في تصدع وحدة الحزب وتضاؤل قوة الاقتصاد وانهيار الليرة، وفشل المشروعات الدبلوماسية للحكومة التركية مع حلفائه الغربيين والعرب.
مهما اختلفت المسميات من درع الفرات إلى غصن الزيتون ونبع السلام، فإن الهدف واحد يتمثل في فقدان تركيا البوصلة الداخلية، ومحاصرة المأزق التاريخي في العلاقات الخارجية، التي تشتت بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، فضلا عن تورطها في الصراع السوري، ومحاولة الحصول على ثمن مناصرة نظام بشار الأسد ومهادنة روسيا والتنازل لإيران ومليشياته.
انشقاقات
ويقول مهتمون بالشأن التركي أن إردوغان يحاول التغطية بالهجوم على شمال شرق سورية على أقسى الأزمات الداخلية، التي يواجهها وهي موجة الانشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية وتراجع شعبيته، خصوصا بعد فقدان الحزب الحاكم لنتائج انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، التي يعتبرها الرئيس أنها المدينة التي تحمل مفاتيح الحكم، ما يثير المخاوف من فقدان الحزب لنتائج انتخابات 2020 المقبلة.
فقدان قدامي محاربيه
وبعدما فقد إردوغان أحد قدامي محاربيه وهو وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، ها هو رفيقه رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو يترجل من حزب العدالة والتنمية، ليواجه إردوغان صفعة قوية في حزبه الذي يعاني العديد من أعضائه ومؤسسيه تململا قد يجبر الكثيرين للنزول من المركب الإردوغاني الآيل للغرق، ويجمع العديد من المراقبين أن الرئيس التركي يغالب أزماته السياسية في الداخل، ويخوض معاركا عنيفة في عدة جبهات، مما يجعل الهجوم على سورية محاولة للفكاك من الشرك، ليعزز بذلك من رصيد أزماته الخارجية من التدخلات في ليبيا وقطر وقبرص وغيرها، مع تضاؤل فرص المناورة السياسية والخيارات الدبلوماسية.
الاقتصاد المنهار
تحاول تركيا الخروج من أزمتها الاقتصادية من خلال المتاجرة بقضية اللاجئين، ويبدو أن إردوغان، الذي تسلم مليارات الدولارات من أوروبا لصالح اللاجئين السوريين، الذين يعكف على طردهم، غضب أخيرا من أوروبا بعدما قرر تجميد ثلاثة مليارات يورو كان وعد بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة، خصوصا أن أنقرة كانت تستعد لتجنيب هذه المليارات لإنقاذ عملة بلاده المنهارة، وتسديد فواتير التدخلات الخارجية.
الادعاءات الإنسانية
ويجزم مراقبون للشأن التركي أن الإدعاءات الإنسانية التي غلف بها إردوغان استقباله للاجئين السوريين الهاربين من الحرب المدمرة في بلادهم تتبخر يوما بعد يوم، بعد أن تعاملت مع الإنسان السوري مجرد سلعة جالبة لليورو تارة في سبيل إنقاذ اقتصاد تركيا، أو سلاح رابح للتهديد بهدف تحقيق ثلاثة أهداف أساسية أولها تحسين ملفها الخاص باستجداء أوروبا لقبول عضويتها في التكتل القاري، والثاني الضغط عليها باللاجئين لقبول قرار اجتياح الأراضي السورية، ثالثها خداع العالم والولايات المتحدة بأن المنطقة الآمنة التي تحلم بها ستكون لصالح توطين اللاجئين السوريين.
ملاذ الإرهابيين
تنصب تركيا نفسها محاربة للإرهاب، وهو اللفظ الذي تطلقه على قوات سورية الديمقراطية التي تقاتلها على حدودها مع سورية، رغم أن أنقرة تأخرت كثيرا للانضمام إلى جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش، حينما كانت تشكل مع بدايات الثورة السورية ملاذا للارهابيين وممرا آمنا لهم للتدفق من أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا إلى سورية للحاق بدولة الخلافة المزعومة.
إردوغان يكذب
ويرى محللون أن إردوغان يكذب على العالم حينما يطمئن مخاوف وقلق الغربيين ومنهم الأوروبيين بشأن مصير آلاف العناصر التابعة لتنظيم داعش الإرهابي الذين يحتجزهم حاليا المسلحون الأكراد، خصوصا أن تركيا تحتفظ بجماعات الإرهاب السياسي المتمثلة في الإخوان المسلمين، وتوفر ملاذا لها، كما توفر الدعم اللوجستي للبؤر الإرهابية التي تقاتل في عدد من الدول.
لماذا يشعل إردوغان الحروب في الخارج؟
الهروب من الأزمات الداخلية الحزبية والسياسية والاقتصادية
أزمة انشقاقات حزب العدالة والتنمية وفقدان مؤسسيه
تراجع الاقتصاد التركي وانهيار الليرة
أزمة اللاجئين السوريين وفشل خطط المتاجرة
المشكلات الدبلوماسية مع أوروبا وأميركا
مهما اختلفت المسميات من درع الفرات إلى غصن الزيتون ونبع السلام، فإن الهدف واحد يتمثل في فقدان تركيا البوصلة الداخلية، ومحاصرة المأزق التاريخي في العلاقات الخارجية، التي تشتت بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، فضلا عن تورطها في الصراع السوري، ومحاولة الحصول على ثمن مناصرة نظام بشار الأسد ومهادنة روسيا والتنازل لإيران ومليشياته.
انشقاقات
ويقول مهتمون بالشأن التركي أن إردوغان يحاول التغطية بالهجوم على شمال شرق سورية على أقسى الأزمات الداخلية، التي يواجهها وهي موجة الانشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية وتراجع شعبيته، خصوصا بعد فقدان الحزب الحاكم لنتائج انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، التي يعتبرها الرئيس أنها المدينة التي تحمل مفاتيح الحكم، ما يثير المخاوف من فقدان الحزب لنتائج انتخابات 2020 المقبلة.
فقدان قدامي محاربيه
وبعدما فقد إردوغان أحد قدامي محاربيه وهو وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، ها هو رفيقه رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو يترجل من حزب العدالة والتنمية، ليواجه إردوغان صفعة قوية في حزبه الذي يعاني العديد من أعضائه ومؤسسيه تململا قد يجبر الكثيرين للنزول من المركب الإردوغاني الآيل للغرق، ويجمع العديد من المراقبين أن الرئيس التركي يغالب أزماته السياسية في الداخل، ويخوض معاركا عنيفة في عدة جبهات، مما يجعل الهجوم على سورية محاولة للفكاك من الشرك، ليعزز بذلك من رصيد أزماته الخارجية من التدخلات في ليبيا وقطر وقبرص وغيرها، مع تضاؤل فرص المناورة السياسية والخيارات الدبلوماسية.
الاقتصاد المنهار
تحاول تركيا الخروج من أزمتها الاقتصادية من خلال المتاجرة بقضية اللاجئين، ويبدو أن إردوغان، الذي تسلم مليارات الدولارات من أوروبا لصالح اللاجئين السوريين، الذين يعكف على طردهم، غضب أخيرا من أوروبا بعدما قرر تجميد ثلاثة مليارات يورو كان وعد بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة، خصوصا أن أنقرة كانت تستعد لتجنيب هذه المليارات لإنقاذ عملة بلاده المنهارة، وتسديد فواتير التدخلات الخارجية.
الادعاءات الإنسانية
ويجزم مراقبون للشأن التركي أن الإدعاءات الإنسانية التي غلف بها إردوغان استقباله للاجئين السوريين الهاربين من الحرب المدمرة في بلادهم تتبخر يوما بعد يوم، بعد أن تعاملت مع الإنسان السوري مجرد سلعة جالبة لليورو تارة في سبيل إنقاذ اقتصاد تركيا، أو سلاح رابح للتهديد بهدف تحقيق ثلاثة أهداف أساسية أولها تحسين ملفها الخاص باستجداء أوروبا لقبول عضويتها في التكتل القاري، والثاني الضغط عليها باللاجئين لقبول قرار اجتياح الأراضي السورية، ثالثها خداع العالم والولايات المتحدة بأن المنطقة الآمنة التي تحلم بها ستكون لصالح توطين اللاجئين السوريين.
ملاذ الإرهابيين
تنصب تركيا نفسها محاربة للإرهاب، وهو اللفظ الذي تطلقه على قوات سورية الديمقراطية التي تقاتلها على حدودها مع سورية، رغم أن أنقرة تأخرت كثيرا للانضمام إلى جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش، حينما كانت تشكل مع بدايات الثورة السورية ملاذا للارهابيين وممرا آمنا لهم للتدفق من أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا إلى سورية للحاق بدولة الخلافة المزعومة.
إردوغان يكذب
ويرى محللون أن إردوغان يكذب على العالم حينما يطمئن مخاوف وقلق الغربيين ومنهم الأوروبيين بشأن مصير آلاف العناصر التابعة لتنظيم داعش الإرهابي الذين يحتجزهم حاليا المسلحون الأكراد، خصوصا أن تركيا تحتفظ بجماعات الإرهاب السياسي المتمثلة في الإخوان المسلمين، وتوفر ملاذا لها، كما توفر الدعم اللوجستي للبؤر الإرهابية التي تقاتل في عدد من الدول.
لماذا يشعل إردوغان الحروب في الخارج؟
الهروب من الأزمات الداخلية الحزبية والسياسية والاقتصادية
أزمة انشقاقات حزب العدالة والتنمية وفقدان مؤسسيه
تراجع الاقتصاد التركي وانهيار الليرة
أزمة اللاجئين السوريين وفشل خطط المتاجرة
المشكلات الدبلوماسية مع أوروبا وأميركا