اعترفت واشنطن بوجود مأزق أطلسي في ليبيا بسبب الجمود على الساحة الميدانية. وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن في آخر مؤتمر صحفي له قبل تقاعده: إن الحلف يمر في مأزق، لكنه أعرب عن تفاؤله على المدى الطويل، لافتا إلى أن الغارات التي يشنها الحلف أضعفت بشكل كبير كتائب القذافي، وشكلت ضغطا إضافيا على جيشه.
ويأتي كلام مولن فيما تشهد المعارك مراوحة، خاصة على جبهة طرابلس، حيث فشل الثوار في التقدم تجاه العاصمة. وأعلن الحلف أمس عزمه شن هجمات على أهداف مدنية سابقة بسبب استخدام قوات القذافي لها في أغراض عسكرية.
يراوح هجوم الثوار الليبيين للاقتراب من طرابلس مكانه، بينما اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية مايكل مولن أن حلف شمال الأطلسي يمر بـ مأزق، معربا عن تفاؤله على المدى الطويل. وأقر مولن أثناء آخر مؤتمر صحفي له قبل تقاعده أول من أمس، أن الحلف في مأزق بسبب الجمود العسكري في ليبيا. لكنه لفت إلى أن غارات الحلف أضعفت بشكل كبير قوات القذافي وشكلت ضغطا إضافيا على جيشه، مشيرا إلى أنه على الأمد الطويل، أعتقد أن هذه الاستراتيجية ستنجح وستسمح بطرد القذافي من السلطة.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل اعتبر في مقابلة لصحيفة وول ستريت جورنال الأحد الماضي أن الحرب ستنتهي وفق الطرق الثلاث: القذافي سيستسلم، أو يفر من ليبيا أو سيقتل أو يؤسر بيد أحد حراسه الخاصين أو بيد الثوار. وفي الوقت نفسه، أعلن أنه بوسع القذافي أن يبقى في ليبيا بشروط. نحن الذين سنقرر أين يبقى ومن يراقبه. والشروط ذاتها ستنطبق على عائلته. لكنه عاد وأكد أن المهلة التي منحها المجلس للقذافي لقبول أي عروض لتسوية سلمية قد انتهت.
وبالرغم من إعلان عبد الجليل رفض المجلس لأي تسوية سياسية، أكدت تقارير أميركية غير رسمية وجود خطة لتنحي القذافي عن السلطة مع بقائه في ليبيا، على نحو ما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أول من أمس عقب اجتماعه مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه في لندن. وأضافت التقارير أن هناك اعتقادا بأن إعلان لندن يهدف إلى صياغة النتائج المتوقعة لزيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالإله الخطيب لطرابلس أمس أو التأثير في هذه الصيغة بتحديد سقفها على نحو يقلل من دعوات الرفض التي تتردد في بعض أوساط المعارضة الليبية.
ميدانيا، تتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة، فيما ترتفع سحب الدخان بالقرب من مدينة زليتن على بعد 150 كلم شرق طرابلس.
وكثف الأطلسي غاراته على العاصمة الليبية في الأيام الأخيرة، وبذل جهودا لضرب مقر العقيد معمر القذافي، ومراكز القيادة العسكرية لجيشه. وأعلن الحلف أمس أن طائراته دمرت 38 هدفا لكتائب القذافي في مختلف المناطق، عبر طلعاته الـ 54 التي نفذها أول من أمس. كما أعلن أمس أيضا عزمه شن هجمات على أهداف مدنية سابقة بسبب استخدام قوات القذافي لها في أغراض عسكرية. وأوضح المتحدث باسم الناتو في ليبيا الكولونيل الكندي رولاند لافوي أمس أن قوات القذافي تحتل بشكل متزايد منشآت كانت تستخدم في الماضي لأغراض مدنية. وبذلك فقدت تلك المنشآت وضعها المحمي السابق وأصبحت أهدافا عسكرية مسموحا بها وضرورية للناتو، متهما حكومة القذافي بشن حملة تضليل ضد الناتو.
وفي إطار المساعدات الدولية لليبيا، قدمت روسيا دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى طرابلس، وفقا لوزارة الطوارئ الروسية أمس.
كما أعلنت تركيا تسليم شحنة وقود إلى ثوار مصراتة، التي تعاني من نقص حاد في الوقود بعد إصابة مستودع بصاروخ أطلقته كتائب القذافي. وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز في أنقرة أن بلاده سلمت الثوار عشرة آلاف طن من المحروقات، على أن يتم تسليم 18 ألف طن أخرى قريبا.