محمد عقيل

دبت الحياة في أوردة مدينة المستقبل «نيوم»، وظهرت المنازل البيضاء بتصميمها العبقري، وهي تصطف خلف مصابيح إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، وتوهج مطار «نيوم باي»، وهو يستقبل الرحلات الحالمة بتصميمه الداخلي الأبيض اللامع، حيث تحولت المدينة بالفعل إلى مدينة الحالمين كما وصفها القائد الملهم، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تحول الحلم إلى حقيقة، وبدأت معالم «نيوم» تظهر بشكل لافت، لتصبح «أيقونة» للمدن التي ستبنى في المملكة، وواحدة من أبرز علامات رؤية المملكة 2030، حيث لم تعد مدينة عادية أو تقليدية، بل نموذجاً للمدن العصرية التي تواكب التطور العلمي والتقني الذي يشهده العالم، وهو ما كان يقصده ولي العهد عندما قال في مقابلة مع وكالة بلومبرغ للأنباء في أكتوبر 2017، إنه بحلول عام 2030، تاريخ الانتهاء من تحقيق رؤية المملكة، ستساهم نيوم بمبلغ 100 مليار دولار في الإنتاج الاقتصادي. وأكد في مقابلة أخرى أن المشروع يضم 12 مدينة أو بلدة صغيرة بجانب البحر، إضافة إلى منطقة صناعية وميناء ضخم والعديد من المطارات.

مدينة الحالمين العالمية تطبق أحدث التطورات والتطبيقات الذكية، فهي قابلة للتطور السريع والتفاعل مع كل التقنيات التي يشهدها العالم التي تتغير بصورة مستمرة، مثل: أجهزة فائقة السرعة، مبانٍ فائقة الذكاء تبرد وتدفئ ذاتياً، بنية تحتية متكاملة عالية التقنية، سيارات كهربائية وطائرات التنقل، مطار عالمي، إضافة إلى استخدام طائرات الدرور لنقل البضائع والمواد، ومطاعم تدار بالروبتات، في ظل وجود فنادق عالمية تعمل بالبرمجيات، ومعالجة المياه تقنيا لتصبح صالحة للاستهلاك، وإنشاء مساحات خضراء حول المدينة باستخدام السحب الصناعية والاستمطار، وإنشاء مزارع تعمل بالتقنيات، واستخدام أحدث التقنيات للإنتاج الزراعي لتوفير المياه، وإنشاء بحيرات صناعية عالمية وجعلها كمخزون إستراتيجي للمملكة.

نيوم التي رسمها الأمير الشاب وباتت حلمنا جميعاً، هي مستقبل المدن العصرية القادمة للبشرية، تصدر التقنيات للعالم، تنتج كثيراً وتستهلك قليلاً، وتعد الواجهة السياحية والتنويرية وحاضرة السعوديين والعرب ودول العالم، تحتوي على سواحل خلابة عذراء، وتلوح في الأفق جبال بركانية، تختصر الأزمنة والأماكن وتزيل الحواجز والحدود، حيث تطل على 3 دول.

وصفتها صحيفة «إنوفامي» الإيطالية بأنها أكبر مدينة ذكية في العالم، وقالت إن القائد الملهم الأمير محمد بن سلمان جعل هذا المكان نقطة تبادل أساسية بين شبه الجزيرة العربية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، بل أعتبره شخصيا أعادَ كتابة التاريخ ببصمة سعودية ونظرة عالمية ثاقبة. وأشارت الصحيفة إلى أن نيوم ستركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، لتجذب الاستثمارات والشراكات الخاصة والعامة، وهي: مستقبل الحضارة الإنسانية، الطاقة والمياه، التنقل، التكنولوجيا الحيوية، الغذاء، التكنولوجيا، العلوم الرقمية، الإنتاج المتقدم، الإعلام، الترفيه.

وقالت إن ما يميز مدينة نيوم بالفعل احتواؤها على تقنيات المستقبل من حلول النقل من القيادة الآلية إلى طائرات بدون طيار، وطرق جديدة لزراعة ومعالجة الطعام، والرعاية الصحية، وشبكة الإنترنت اللاسلكية عالية السرعة، ونظام تعليمي مجاني، ونظام تحكم إلكتروني واسع النطاق يضع خدمات المدينة في متناول اليد، وهو مخطط حضري يشجع على المشي وركوب الدراجات.

لقد تحول الحلم إلى حقيقة، وبات من الضروري أن يشحذ أبناء الوطن الهمم والطاقات لاستثمار هذا الصرح، والمساهمة بعقولهم وأفكارهم في تكريس هذه المدينة نحو العالمية، بعد أن باتت بالفعل نافذتنا إلى ذلك.