ألفنا المتغيرات وأصبحنا نغير كل شيء وأي شيء، فانطلقنا من القناعات والأفكار والعادات والتقاليد ووصلنا إلى تغيير الشكل واللباس
ألفنا المتغيرات وأصبحنا نغير كل شيء وأي شيء، فانطلقنا من القناعات والأفكار والعادات والتقاليد ووصلنا إلى تغيير الشكل واللباس، وبعض هذه التغييرات قد تأتي تمشيا مع ما تقتضيه المصلحة العامة أو لتضييق الهوة بيننا وبين العالم المتغير، أو لاستحداث طرق دفاعية جديدة لأن طرقنا البدائية أصبحت عديمة الفائدة ولا تجاري التغيير والتطوير الذي طرأ على أسلحة المهاجمين. فنحن عادة لا نبدأ الهجوم (كما ندعي) ونكتفي بموقف المدافع، وأحيانا أخرى يكون التغيير لمجرد التغيير دون هدف واضح.. ومن الأمور التي طرأ عليها التغيير الخطاب الدعوي بشكل عام والخطاب الموجه إلى المرأة بشكل خاص تماشيا مع التغيير في الفهم والأفكار، فالدعاة عندنا لم يأمروا المرأة بلبس العباءة أو تعداد مزاياها وبيان فوائدها، فجميع النساء عندنا يلبسن العباءات. لكنهم وتبعا لوضوح التغيرات الفكرية وطفوها على السطح، حرصوا على وضع مواصفات خاصة في العباءة، حيث تلتزم كل النساء بهذه العباءة ذات المواصفات المختارة بعناية، ويطلقون عليها تسمية (عباءة إسلامية)، وكل عباءة تخرج بمواصفاتها عن تلك المواصفات فهي (عباءة شيطانية)، واللافت في الأمر، أنه وقبل سنوات كانت الداعيات في المدارس يروجن امتداحا للمرأة التي ترتدي عباءة واحدة بذات المواصفات في كل مكان سواء كانت في السعودية أو خارجها، وسواء كانت ذاهبة إلى السوق أم في رحلة مع أبنائها أو في نزهة مع زوجها. لذلك توصم متعددة العباءات بالنفاق. أما اليوم وفي ظل المتغيرات التي تأثرت بها المرأة بشكل كبير، فعباءة واحدة، لا تكفي للمرأة لكي تتنقل بشكل طبيعي، فالعباءة التي تحضر بها المرأة محاضرة دعوية، لاتستطيع أن تذهب بها إلى حفل عام أو مهرجان، وإلا سوف توصف بالمتخلفة والرجعية، والعباءة التي تحضر بها المرأة فعالية ترفيهية أو عشاء خاصا في مكان عام، لن تستطيع الحضور بها في محاضرة دعوية أو حلقة في مسجد، وإلا تعرضت للإقصاء والنبذ، بل وحتى الداعيات أنفسهن يطلبن للسوق عباءة أخرى لاتشوبها شائبة من عطر أو طيب أو زينة، والأهم من ذلك فكل هذه العباءات على اختلاف مواصفاتها، الساترة منها وسواها لن تستطيع المنتسبات إلى التربية والتعليم سواء كن معلمات أو طالبات الذهاب بها إلى مدارسهن، حيث تضع كل إدارة للتعليم مرئياتها الخاصة في مواصفات العباءة (التعليمية) والتي تتفاوت مرونة أو شدة من منطقة إلى أخرى، ولا تقبل بسوى هذه المواصفات، حتى وإن كانت العباءة المخالفة ساترة. ثم تبلغ بها المدارس، وتنتخب المديرات معلمات (غلاظ شداد) يقفن على البوابات لاصطياد المخالفات وأخذ تعهد خطي منهن بتغيير العباءة وإلا....