عبير خالد

بعد تقرير للأمم المتحدة يشير إلى أن أكثر من مليون فصيل نباتي ونوع حيواني مهدد بالانقراض، بات الاهتمام بالبيئة أولوية دول العالم كافة، وأن هناك 12 سنة تعد حدا زمنيا لخفض درجة الحرارة، وإلا سيواجه العالم كارثة مناخية. ويشير البنك الدولي إلى أن تغير المناخ قد يجبر أكثر من 140 مليون شخص على الهجرة داخل بلدانهم بسبب تغير المناخ. فيضانات بنجلاديش، ارتفاع درجة الحرارة في الكويت، مجاعة الصومال، سقوط النيازك بشكل عشوائي، حرق الغابات في كندا، والتلوث بأنواعه الثلاثة البري والجوي والبحري الذي تقول بلومبرج إن 63% منه تسببت فيه سبع دول هي: الصين، إندونيسيا، تايلاند، مصر، ماليزيا، الفلبين، تايوان، تلك المعطيات وأكثر تدعونا للنظر في قضية تغير المناخ بشكل جدي وحازم، لكن السؤال الذي يهمني هنا هو كيف يغطي الإعلام قضايا تغير المناخ محليا وعالميا؟. يقال إن وسائل الإعلام العالمية لم تبدِ اهتماما بمظاهرات ومطالبات معالجة تغير المناخ التي حدثت في 27 دولة من بينها بريطانيا، ويقال إن وسائل الإعلام لم تنظر بجدية أو تحترم سبب هذه المطالبات، وبدت قضية تغير المناخ كأنها قضية ثانوية غير أساسية لا ترتبط باحتياجات المتلقيين الصحية ومستقبلهم الاقتصادي. هناك بُعد علمي في الموضوع، هذا البُعد العلمي كان مفقودا في تغطية تغير المناخ عبر مختلف وسائل الإعلام. وقد يكون عدم التركيز بتخصص وعمق في قضية تغير المناخ هو البعد المادي، حيث إن مواضيع مثل هذه لا تلقى اهتماماً من الجماهير أو من المعلنين والمسوقين، لكن قضايا مصيرية مثل هذه يفترض أن يكون الوعي هو الأولوية وليس الربح المادي، حتى شركات مثل «نتفلكس» واجهت اللوم لطريقة تغطيتها هذا الموضوع إعلاميا. «نتفلكس» بدأت بتواضع في المساهمة بزيادة الوعي في موضوع تغير المناخ، ولكن مسلسل نتفلكس الأصلي «Our Planet» الذي كتبه «ديفيد آتينبارا» واجه لوماً بسبب عدم طرح إشكاليات المناخ بشكل واقعي، بل التزييف في تمثيل أن كل الأمور المناخية على ما يرام. في الوقت الذي بدأ فيه العلم بالتشكيك في اتزان واستدامة البيئة والمناخ يظل الإعلام المعاصر مقصرا في التعاطي مع هذه القضية بشكل جدي وعلمي يتماشى مع الواقع. محلياً أيضا، أعتقد أنه ينبغي على إعلامنا التعاطي بكثافة وتركيز أكبر مع قضايا التغير المناخي، حيث إن هناك تقدما كبيرا حصل في هذا الجانب، لكني لا أرى تقارير علمية تخصصية تغطيها على مستوى إعلامنا المحلي. إن أفضل حل لمقاومة تغير المناخ هو التشجير، التشجير هو أعظم تكريم للبيئة، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- توجيهاً باستكمال وتنفيذ مشروع حدائق الملك عبدالله العالمية في مدينة الرياض، إضافة إلى مشروع الرياض الخضراء الذي يشمل زراعة 7 ملايين ونصف المليون شجرة، وكذلك المحميات التي توليها السعودية اهتماماً كبيراً متسقاً مع برامج رؤية 2030 وجودة الحياة، ومن المحميات التي أنشئت مؤخرا: محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد، محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز، محمية الإمام تركي بن عبدالله، محمية الملك عبدالعزيز، محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز، محمية الأمير محمد بن سلمان، مثل هذه المشاريع البيئية والإصلاحات المناخية تستحق من مختصي البيئة السعوديين والإعلاميين المختصين أن يجتمعوا سوية وينتجوا قصصاً ومحتويات مقروءة ومسموعة ومرئية تغطي هذا الموضوع بشكل مكثف يعكس أهمية الموضوع. نافذة: وسائل الإعلام العالمية لم تبدِ اهتماما بمظاهرات ومطالبات معالجة تغير المناخ التي حدثت في 27 دولة، ويقال إنها لم تنظر بجدية أو تحترم سبب هذه المطالبات، وبدت قضية تغير المناخ كأنها ثانوية غير أساسية