من أعالي جبال سودة عسير تطل صقور الشاهين، لتضيف جمالا للموسم السياحي، نفّذها شاب سعودي دفعه طموحه إلى الإسهام في إنشاء كبائن وشاليهات مأخوذة من صقر الشاهين الذي يسكن أعالي قمم الجبال، وتتحول الجدران إلى صقور تهم بالتحليق جوا في سماء الوطن، وتعانق عنان السماء.
تلك هي المصادفة التي خلقت الإبداع، فوالده قائد القوات الجوية السعودية الأسبق، الفريق عبدالعزيز الهنيدي، الذي كان يقود أسرابا من الصقور الجوية، ولم تتوقف فكرة التحليق في عنان السماء عند تقاعده، حتى منح الثقة وصنع القدرة لدى نجله خالد، ليبدأ أول مشروعات تصميمه العمراني في منزلهم الخاص، ويواصل الابن الإبداع ويسجل رقما قياسيا في فنون الهندسة المعمارية، لتمنحه هيئة الاستثمارات الثقة في تصميم عدد من الكبائن والشاليهات في موسم السودة السياحي.
تحويل الصور إلى واقع
يقول خالد الهنيدي: بدأت التأثر بالفن المعماري، خلال عمل والد صديقي الذي كنت أذهب إليه كل نهاية أسبوع أيام المرحلة الثانوية، وكنت معجبا بتحويل الصور إلى واقع وحقيقة، وواصلت دراستي وما تزال الفكرة تخالجني والعشق لهذا العمل يدفعني بقوة. تخرجت في الجامعة، وتوظفت في شركة عالمية أجنبية لديها فرع في دبي وآخر في السعودية، وتعلّمت في الشركة وكرّست هذه المرحلة من هواياتي المعمارية، واختلطت بمعماريين ومهندسين كبار، وكان الراتب قليلا جدا، ولكن لم يؤثر ذلك علي لرغبتي في تحقيق طموحي، وشجّعني والدي ووفر لي كل ما أحتاجه لتطوير قدراتي والبحث عن مزيد من الخبرة والمعرفة.
توظيف السعوديين
يضيف، وظفتني الشركة، ولم تكن لديهم قناعة بقدراتي أو ثقة في الشباب السعودي، كانوا يتوقعون أنني سأكون عبئا وغير قادر على العمل والإنتاج، ولعل هذه أبرز الصعوبات التي واجهتني، وبعد سنة شاهدوا الفرق، واشتغلت في التصميم المعماري وأعطوني مشروع المراكز العربية الحكير، وغطيت كل المولات وغيرها كتصوير معماري، وزادت الثقة وبدأت خطوات النجاح، وفي نهاية 2014 عملت مصمما.
نقطة الانطلاق
يقول خالد: طلب مني والدي تصميم 5 غرف نوم وجلسة مشب وجلسة خارجية في السودة قبل عامين، وأخذ التصميم مني قرابة 4 أشهر، وأنجزت العمل بشكل احترافي وتصميم مختلف، فلقد بني «السهو» والمثلثات والنوافذ وغيرها من حجارة المنطقة، وأسميته «السهو من النسيان»، لأن من يجلس في الموقع يسهو وينسى كل شيء وسط الطبيعة والتصميم.
التواصل الأول
يضيف خالد: لفت منزل السهو في السودة انتباه هيئة الاستثمار، وتلقيت اتصالا على مكتبي في الرياض، وتم التواصل معي من هيئة الاستثمار، وقالوا لي إن لديهم مشروعا في السودة، وإذا بالإمكان اللقاء بي، لم أمانع وقابلت المهندس حسام المدني، وفي الطريق كنت أبحث عن سيرته الذاتية، وعلمت أنه متخرج من جامعة كبيرة، وسمعته قوية وممتازة، وعندما اجتمعت به، عرفت أنهم شاهدوا السهو، وطلب مني عمل تصميم مشابه، ومنحوني فرصة أسبوع للذهاب ومعاينة الموقع في السودة، وسافرت اليوم التالي إلى أبها، وكان معنا عدد من المهندسين الأجانب، وتوجّهنا إلى الموقع جوار فندق الإنتركونتنينتال، وكان مغلقا، ووقتها شعرت بالراحة أن أمامي وقت للعمل بطريقتي، والمهندسين الذين معي اعتذروا لصعوبة المكان.
تعميد بالعمل
أوضح خالد: بعد العودة إلى الرياض بيوم واحد، وصلني اتصال من المهندس حسام المدني، وسألني: هل أنت متأكد من قدرتك على العمل في المشروع، فأجبته بالإيجاب، وأضفت: أنا لم أعرضه إلا وأنا قادر عليه، فرد عليه مباشرة «توكلنا على الله»، وتم تقديم العرض الفني والمالي، وهنا انتابني شعور بالخوف، فلربما أنني تورطت أمام هذه المهمة، وفي أقل من أسبوع وصلني التعميد مباشرة، وفي اليوم التالي توجهت إلى الموقع، وأحضرت الحديد وبدأت العمل.
تميز وثقة
يقول المهندس خالد: طلب مني أن تكون الشاليهات والكبائن مختلفة عند مشاهدتها وتصويرها، حتى لا يستطيع المشاهد معرفة أين هي؟ ويقال له إنها في السعودية، شريطة أن تكون تلك الكبائن والشاليهات صالحة لكل مكان وزمان، ولا ترتبط بمكان محدد أو معين، وأن تتم مراعاة وأهمية المكان، وأن تكون ذات مواصفات نادرة، وكان للمكان وسط الطبيعة دور مهم، إذ يعرف بمسمى الصقور، ويسكن في أعالي قمته صقر الشاهين، لذا تولدت الفكرة أن تكون الكبائن والشاليهات على هيئة صقور الشاهين، وهو ما تحقق بالفعل، ولذا فان المبنى في تقسيماته الداخلية والخارجية ومظهره الخارجي مأخوذ من صقر الشاهين، من ناحية فتحات العيون الكبيرة «الشبابيك الكبار» واللون الخارجي للمبنى بُنّي غامق، كما أن صقر الشاهين من الداخل صدره يميل إلى لون البيج، وهو الأمر الذي تمت مراعاته من الداخل، كي يأخذ لون الصقر ذاته، إذ استخدمت ألوانا وألواحا خشبية مشابهة للّون ذاته.
سكن الصقور
يقول خالد، كانت المساحات مختلفة ومتعددة، ولكن يبقى الاختيار لا على موقع لكون الصقر لا يسكن ولا يعيش إلا في القمم، والصقور دائما تكون في الأعلى كي تراقب من فوق، خاصة ونحن في أعلى قمة السودة، كان لا بد أن تكون الكبائن المشابهة للصقر في القمة، وأشار خالد إلى أن هذا التناغم بين الفكرة والتنفيذ والمنطقة هو الذي ترك التصميم يخرج ناضجا.
احترام البيئة
يؤكد خالد، أن الحفاظ على بيئة وطبيعة المكان كان الأهمّ، لذا لم تدخل معدات ثقيلة ولم تقطع شجرة واحدة، وحرصت على طيبوجرافية المكان، وكان الحل سهلا، لذا اعتمدت على المسارات القديمة التي كانت موجودة ومعروفة، كانت علامات موجودة، ولذا قمت بعمل تخطيط محدد لم يؤذ أي شجرة، وتم اختيار الكبائن الـ4 بشكل دقيق، وعناية فائقة في مواقع متجاورة. ويضيف: غالب العمالة آسيويون، والمواد المستخدمة سعودية الصنع، والمقاولون سعوديون، وبعضهم أحضرتهم من الرياض، وأضاف أن عدد العمال في اليوم 170 عاملا.
الكبائن ومساحاتها
4 كبائن أو شاليهات
المساحة لكل فلة 135 مترا مربعا
تتسع لـ5 أشخاص
غرفة نوم رئيسية
غرفة نوم أطفال
صالة
حمامان
مطبخ
بلكونة وجلسة خارجية
خالد الهنيدي
مواليد الطائف 1987
حصل على المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية من مدارس دار السلام بالرياض
التحق بجامعة الملك سعود قسم كلية العمارة والتخطيط
تلك هي المصادفة التي خلقت الإبداع، فوالده قائد القوات الجوية السعودية الأسبق، الفريق عبدالعزيز الهنيدي، الذي كان يقود أسرابا من الصقور الجوية، ولم تتوقف فكرة التحليق في عنان السماء عند تقاعده، حتى منح الثقة وصنع القدرة لدى نجله خالد، ليبدأ أول مشروعات تصميمه العمراني في منزلهم الخاص، ويواصل الابن الإبداع ويسجل رقما قياسيا في فنون الهندسة المعمارية، لتمنحه هيئة الاستثمارات الثقة في تصميم عدد من الكبائن والشاليهات في موسم السودة السياحي.
تحويل الصور إلى واقع
يقول خالد الهنيدي: بدأت التأثر بالفن المعماري، خلال عمل والد صديقي الذي كنت أذهب إليه كل نهاية أسبوع أيام المرحلة الثانوية، وكنت معجبا بتحويل الصور إلى واقع وحقيقة، وواصلت دراستي وما تزال الفكرة تخالجني والعشق لهذا العمل يدفعني بقوة. تخرجت في الجامعة، وتوظفت في شركة عالمية أجنبية لديها فرع في دبي وآخر في السعودية، وتعلّمت في الشركة وكرّست هذه المرحلة من هواياتي المعمارية، واختلطت بمعماريين ومهندسين كبار، وكان الراتب قليلا جدا، ولكن لم يؤثر ذلك علي لرغبتي في تحقيق طموحي، وشجّعني والدي ووفر لي كل ما أحتاجه لتطوير قدراتي والبحث عن مزيد من الخبرة والمعرفة.
توظيف السعوديين
يضيف، وظفتني الشركة، ولم تكن لديهم قناعة بقدراتي أو ثقة في الشباب السعودي، كانوا يتوقعون أنني سأكون عبئا وغير قادر على العمل والإنتاج، ولعل هذه أبرز الصعوبات التي واجهتني، وبعد سنة شاهدوا الفرق، واشتغلت في التصميم المعماري وأعطوني مشروع المراكز العربية الحكير، وغطيت كل المولات وغيرها كتصوير معماري، وزادت الثقة وبدأت خطوات النجاح، وفي نهاية 2014 عملت مصمما.
نقطة الانطلاق
يقول خالد: طلب مني والدي تصميم 5 غرف نوم وجلسة مشب وجلسة خارجية في السودة قبل عامين، وأخذ التصميم مني قرابة 4 أشهر، وأنجزت العمل بشكل احترافي وتصميم مختلف، فلقد بني «السهو» والمثلثات والنوافذ وغيرها من حجارة المنطقة، وأسميته «السهو من النسيان»، لأن من يجلس في الموقع يسهو وينسى كل شيء وسط الطبيعة والتصميم.
التواصل الأول
يضيف خالد: لفت منزل السهو في السودة انتباه هيئة الاستثمار، وتلقيت اتصالا على مكتبي في الرياض، وتم التواصل معي من هيئة الاستثمار، وقالوا لي إن لديهم مشروعا في السودة، وإذا بالإمكان اللقاء بي، لم أمانع وقابلت المهندس حسام المدني، وفي الطريق كنت أبحث عن سيرته الذاتية، وعلمت أنه متخرج من جامعة كبيرة، وسمعته قوية وممتازة، وعندما اجتمعت به، عرفت أنهم شاهدوا السهو، وطلب مني عمل تصميم مشابه، ومنحوني فرصة أسبوع للذهاب ومعاينة الموقع في السودة، وسافرت اليوم التالي إلى أبها، وكان معنا عدد من المهندسين الأجانب، وتوجّهنا إلى الموقع جوار فندق الإنتركونتنينتال، وكان مغلقا، ووقتها شعرت بالراحة أن أمامي وقت للعمل بطريقتي، والمهندسين الذين معي اعتذروا لصعوبة المكان.
تعميد بالعمل
أوضح خالد: بعد العودة إلى الرياض بيوم واحد، وصلني اتصال من المهندس حسام المدني، وسألني: هل أنت متأكد من قدرتك على العمل في المشروع، فأجبته بالإيجاب، وأضفت: أنا لم أعرضه إلا وأنا قادر عليه، فرد عليه مباشرة «توكلنا على الله»، وتم تقديم العرض الفني والمالي، وهنا انتابني شعور بالخوف، فلربما أنني تورطت أمام هذه المهمة، وفي أقل من أسبوع وصلني التعميد مباشرة، وفي اليوم التالي توجهت إلى الموقع، وأحضرت الحديد وبدأت العمل.
تميز وثقة
يقول المهندس خالد: طلب مني أن تكون الشاليهات والكبائن مختلفة عند مشاهدتها وتصويرها، حتى لا يستطيع المشاهد معرفة أين هي؟ ويقال له إنها في السعودية، شريطة أن تكون تلك الكبائن والشاليهات صالحة لكل مكان وزمان، ولا ترتبط بمكان محدد أو معين، وأن تتم مراعاة وأهمية المكان، وأن تكون ذات مواصفات نادرة، وكان للمكان وسط الطبيعة دور مهم، إذ يعرف بمسمى الصقور، ويسكن في أعالي قمته صقر الشاهين، لذا تولدت الفكرة أن تكون الكبائن والشاليهات على هيئة صقور الشاهين، وهو ما تحقق بالفعل، ولذا فان المبنى في تقسيماته الداخلية والخارجية ومظهره الخارجي مأخوذ من صقر الشاهين، من ناحية فتحات العيون الكبيرة «الشبابيك الكبار» واللون الخارجي للمبنى بُنّي غامق، كما أن صقر الشاهين من الداخل صدره يميل إلى لون البيج، وهو الأمر الذي تمت مراعاته من الداخل، كي يأخذ لون الصقر ذاته، إذ استخدمت ألوانا وألواحا خشبية مشابهة للّون ذاته.
سكن الصقور
يقول خالد، كانت المساحات مختلفة ومتعددة، ولكن يبقى الاختيار لا على موقع لكون الصقر لا يسكن ولا يعيش إلا في القمم، والصقور دائما تكون في الأعلى كي تراقب من فوق، خاصة ونحن في أعلى قمة السودة، كان لا بد أن تكون الكبائن المشابهة للصقر في القمة، وأشار خالد إلى أن هذا التناغم بين الفكرة والتنفيذ والمنطقة هو الذي ترك التصميم يخرج ناضجا.
احترام البيئة
يؤكد خالد، أن الحفاظ على بيئة وطبيعة المكان كان الأهمّ، لذا لم تدخل معدات ثقيلة ولم تقطع شجرة واحدة، وحرصت على طيبوجرافية المكان، وكان الحل سهلا، لذا اعتمدت على المسارات القديمة التي كانت موجودة ومعروفة، كانت علامات موجودة، ولذا قمت بعمل تخطيط محدد لم يؤذ أي شجرة، وتم اختيار الكبائن الـ4 بشكل دقيق، وعناية فائقة في مواقع متجاورة. ويضيف: غالب العمالة آسيويون، والمواد المستخدمة سعودية الصنع، والمقاولون سعوديون، وبعضهم أحضرتهم من الرياض، وأضاف أن عدد العمال في اليوم 170 عاملا.
الكبائن ومساحاتها
4 كبائن أو شاليهات
المساحة لكل فلة 135 مترا مربعا
تتسع لـ5 أشخاص
غرفة نوم رئيسية
غرفة نوم أطفال
صالة
حمامان
مطبخ
بلكونة وجلسة خارجية
خالد الهنيدي
مواليد الطائف 1987
حصل على المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية من مدارس دار السلام بالرياض
التحق بجامعة الملك سعود قسم كلية العمارة والتخطيط