أثّرت وفاة الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، في الناس، وفي كل فرد من أفراد الأسرة المالكة، وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بشكل خاص، وكان ذلك مشاهدا على كل من شارك في الصلاة على الفقيد، وفي مراسم الدفن، وما شهدته أثناء تقديم واجب العزاء.
قد يقول قائل، إن السر هو مكانة الفقيد العزيز، إذ إنه أكبر أبناء الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمهم الله، وقد يقول آخر إن السبب كبر سنه، إذ فارق الدنيا وعمره 99 سنة، حسب التقويم الهجري، وقد يقول آخر إن السبب زهده في المناصب، وعدم تقلده شيئا منها.
السبب الأول، كذا الثالث لا يخفيان، ولا يحتاجان إلى مزيد توضيح، والسبب الثاني نعمة من عند الله، وفيها يذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى في سورة الأحقاف: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ». عن عثمان، عنه صلى الله عليه وسلم، قال: «العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفّف الله حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبّت الله حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفعه الله في أهل بيته، وكتب في السماء أسير الله في أرضه»، وقد روي هذا من غير هذا الوجه، وهو في مسند الإمام أحمد؛ والحديث لم يسلم بصحته البعض، وأراحني أني وجدت في الصفحة 39 من كتاب «القول المسدد في الذب عن مسند أحمد» للإمام ابن حجر العسقلاني، كلاما نفيسا يتناوله به، وفي آخره قوله: «يجوز أن يكون ذلك خاصا ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلا بغير الفاسق ويحمل على أهل الخير».
محبوبية الله للعبد سرٌّ كبير من أسرار قبول الناس لبعضهم البعض، وهذا ما رأيت الناس عليه بالنسبة للراحل الكبير، فالكل يشهد بحبه للقرآن الكريم، وتقربه بالنوافل، ودوام ذكره لربه، وانكسار قلبه، ومجالسته الصادقين، وإحسانه إلى من حوله، وهذه الأسباب التي ذكرتها، عنونها الإمام ابن القيم في كتابه «مدارج السالكين» باسم «الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها».
اللهم ارحم عبدك بندر بن عبدالعزيز، وأعظم أجر مليكنا، وولي عهده، واخلفه في أبنائه الأمراء: فيصل، ومنصور، وخالد، وعبدالعزيز، وتركي، ومحمد، وفهد، وسلطان، وعبدالرحمن، وسعود، وعبدالله، وفواز، وسلمان، وفي جميع أسرته، ومحبيه، وعارفي فضله.
@ABFadaaq
قد يقول قائل، إن السر هو مكانة الفقيد العزيز، إذ إنه أكبر أبناء الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمهم الله، وقد يقول آخر إن السبب كبر سنه، إذ فارق الدنيا وعمره 99 سنة، حسب التقويم الهجري، وقد يقول آخر إن السبب زهده في المناصب، وعدم تقلده شيئا منها.
السبب الأول، كذا الثالث لا يخفيان، ولا يحتاجان إلى مزيد توضيح، والسبب الثاني نعمة من عند الله، وفيها يذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى في سورة الأحقاف: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ». عن عثمان، عنه صلى الله عليه وسلم، قال: «العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفّف الله حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبّت الله حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفعه الله في أهل بيته، وكتب في السماء أسير الله في أرضه»، وقد روي هذا من غير هذا الوجه، وهو في مسند الإمام أحمد؛ والحديث لم يسلم بصحته البعض، وأراحني أني وجدت في الصفحة 39 من كتاب «القول المسدد في الذب عن مسند أحمد» للإمام ابن حجر العسقلاني، كلاما نفيسا يتناوله به، وفي آخره قوله: «يجوز أن يكون ذلك خاصا ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلا بغير الفاسق ويحمل على أهل الخير».
محبوبية الله للعبد سرٌّ كبير من أسرار قبول الناس لبعضهم البعض، وهذا ما رأيت الناس عليه بالنسبة للراحل الكبير، فالكل يشهد بحبه للقرآن الكريم، وتقربه بالنوافل، ودوام ذكره لربه، وانكسار قلبه، ومجالسته الصادقين، وإحسانه إلى من حوله، وهذه الأسباب التي ذكرتها، عنونها الإمام ابن القيم في كتابه «مدارج السالكين» باسم «الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها».
اللهم ارحم عبدك بندر بن عبدالعزيز، وأعظم أجر مليكنا، وولي عهده، واخلفه في أبنائه الأمراء: فيصل، ومنصور، وخالد، وعبدالعزيز، وتركي، ومحمد، وفهد، وسلطان، وعبدالرحمن، وسعود، وعبدالله، وفواز، وسلمان، وفي جميع أسرته، ومحبيه، وعارفي فضله.
@ABFadaaq