بسط الاستعمار الأوروبي ظلاله القاتمة على شعوب إفريقيا بمؤامرات ازدوجت غاياتها في القرن الـ19، واقتسم ذلك الاستعمار الغنائم التي هي هدف كل استعمار.
وامتد نظر الأوروبيين إلى إفريقيا في القرنين الـ16 والـ17 يوم كانت لإفريقيا ممالك ودول كمملكة لوندا ووايو والمانيكونغو واكان وغيرها، ويوم كانوا يستوردون منها باسم التجارة العاج وجوز الهند والأكاجو، واستمرأ الأوروبي طعم الغنيمة، فاستزاد منها واستعمر الشعب يمتص خبراته ويمعن في استعباده وإذلاله، وأخذ معول الهدم لينقض على عقائده الدينية وبنيانه الاجتماعي والنفسي، وذلك أول ما يباشره الاستعمار من أجل شلّ روح المقاومة وقتل الرغائب الإنسانية في بناء صرح الجماعة، وتمثلت صور الإذلال في محاولة جعل الأسود الإفريقي عبدا لا يفتدى إلا بالسيد الغازي الذي أنكر عليه مقومات حياته، والذي لا ينظر إلى أفكاره إلا نظرة المستعلي للبدائي الموحش كعادته في نظرته للشعوب التي يغزوها.
وظل ذلك الإفريقي هكذا حتى قبس نور الحرية في جنبات الأرض وهبت معظم الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار لتحطيم قيوده ونعمت بالاستقلال، وكان الشعب الإفريقي من جملة هذه الشعوب التي تمسكت بطوق النجاة من هاوية الفناء، وأخذت الأفكار الحضارية تبث أنوارها وكشفت التطورات العلمية عن مبلغ التخلف الذي أحدثه الاستعمار، وعمّت المبادئ الإنسانية فاستيقظ المفكرون والأدباء في جميع أنحاء المعمورة، وأخذ الزنوج نصيبهم من ذلك، ومع هذه الوثبة الفكرية التي تلقي نورا ساطعا في طريق الأمة تفتقت الأذهان عن أشياء كامنة ومكبوتة في عهود الظلم والظلام، وبدأ فتح جديد في القرن الـ19، وكانت تلك إرهاصات للانطلاقة الفكرية الحديثة التي قضت على آمال الطامعين في تقويض آمال الشعوب الإفريقية في الاستقلال والعيش الكريم.
والتزم الأدب الإفريقي غايته الأساسية بعد أن سلك طرق الفكر الأوروبي مقلدا، فنزع عنه ثياب التقليد، وانطلق يستقي من مشارع تاريخه المرير أفكارا دخلت في دنيا الأدب، فيها كثير من المرارة والاستعباد وكثير من الصور التي خلفها الغازي، والتي تجانب العدل وتنأى عن الإنسانية.
وانبرى الأدب الإفريقي يندد بالاستعمار ويعلن للملأ هذه الصور البغيضة في حرمانه من حقوق الحياة الأساسية.
واستشعر الإفريقي كيف أن المستعمر الأوروبي جاء ليهدم كيانه الاجتماعي والأخلاقي والعقائدي بسيطرة المادة وبالحديد والنفوذ الرادع، وأدرك كذلك أن نظرة الأوروبي المستعمر لم تكن إنسانية في يوم من الأيام، وأحس أن هذا الغازي كان كثير الاستخفاف بآدابه وفلسفته ومفاهيمه، فكيف إذن تستقيم الحياة في إفريقيا على هذه الحال؟ ومثل هذا الشعور يبعث في الأقلام شعلة اليقظة التي لا تنطفئ ومن منارة الأدب شعت الأقباس في مواطن الشعوب المضطهدة، والفكر في العادة هو قائد كل حركة بناءة تريد إحياء الأمة في ظل عدالة حقة ومن أنماط ما بعثت به الأفكار في عالم إفريقيا الجديدة التي نفضت عن ذاتها ذل الاستعمار قول (كونتي كولن):
إفريقيا في نظري
شمس نحاسية وبحر قرمزي
ونجم ومخرفة ودغل
ورجال برونزيون أقوياء
وزنجيات يلدن أمثالي
* ذخائر الذيابي
* 1990
وامتد نظر الأوروبيين إلى إفريقيا في القرنين الـ16 والـ17 يوم كانت لإفريقيا ممالك ودول كمملكة لوندا ووايو والمانيكونغو واكان وغيرها، ويوم كانوا يستوردون منها باسم التجارة العاج وجوز الهند والأكاجو، واستمرأ الأوروبي طعم الغنيمة، فاستزاد منها واستعمر الشعب يمتص خبراته ويمعن في استعباده وإذلاله، وأخذ معول الهدم لينقض على عقائده الدينية وبنيانه الاجتماعي والنفسي، وذلك أول ما يباشره الاستعمار من أجل شلّ روح المقاومة وقتل الرغائب الإنسانية في بناء صرح الجماعة، وتمثلت صور الإذلال في محاولة جعل الأسود الإفريقي عبدا لا يفتدى إلا بالسيد الغازي الذي أنكر عليه مقومات حياته، والذي لا ينظر إلى أفكاره إلا نظرة المستعلي للبدائي الموحش كعادته في نظرته للشعوب التي يغزوها.
وظل ذلك الإفريقي هكذا حتى قبس نور الحرية في جنبات الأرض وهبت معظم الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار لتحطيم قيوده ونعمت بالاستقلال، وكان الشعب الإفريقي من جملة هذه الشعوب التي تمسكت بطوق النجاة من هاوية الفناء، وأخذت الأفكار الحضارية تبث أنوارها وكشفت التطورات العلمية عن مبلغ التخلف الذي أحدثه الاستعمار، وعمّت المبادئ الإنسانية فاستيقظ المفكرون والأدباء في جميع أنحاء المعمورة، وأخذ الزنوج نصيبهم من ذلك، ومع هذه الوثبة الفكرية التي تلقي نورا ساطعا في طريق الأمة تفتقت الأذهان عن أشياء كامنة ومكبوتة في عهود الظلم والظلام، وبدأ فتح جديد في القرن الـ19، وكانت تلك إرهاصات للانطلاقة الفكرية الحديثة التي قضت على آمال الطامعين في تقويض آمال الشعوب الإفريقية في الاستقلال والعيش الكريم.
والتزم الأدب الإفريقي غايته الأساسية بعد أن سلك طرق الفكر الأوروبي مقلدا، فنزع عنه ثياب التقليد، وانطلق يستقي من مشارع تاريخه المرير أفكارا دخلت في دنيا الأدب، فيها كثير من المرارة والاستعباد وكثير من الصور التي خلفها الغازي، والتي تجانب العدل وتنأى عن الإنسانية.
وانبرى الأدب الإفريقي يندد بالاستعمار ويعلن للملأ هذه الصور البغيضة في حرمانه من حقوق الحياة الأساسية.
واستشعر الإفريقي كيف أن المستعمر الأوروبي جاء ليهدم كيانه الاجتماعي والأخلاقي والعقائدي بسيطرة المادة وبالحديد والنفوذ الرادع، وأدرك كذلك أن نظرة الأوروبي المستعمر لم تكن إنسانية في يوم من الأيام، وأحس أن هذا الغازي كان كثير الاستخفاف بآدابه وفلسفته ومفاهيمه، فكيف إذن تستقيم الحياة في إفريقيا على هذه الحال؟ ومثل هذا الشعور يبعث في الأقلام شعلة اليقظة التي لا تنطفئ ومن منارة الأدب شعت الأقباس في مواطن الشعوب المضطهدة، والفكر في العادة هو قائد كل حركة بناءة تريد إحياء الأمة في ظل عدالة حقة ومن أنماط ما بعثت به الأفكار في عالم إفريقيا الجديدة التي نفضت عن ذاتها ذل الاستعمار قول (كونتي كولن):
إفريقيا في نظري
شمس نحاسية وبحر قرمزي
ونجم ومخرفة ودغل
ورجال برونزيون أقوياء
وزنجيات يلدن أمثالي
* ذخائر الذيابي
* 1990