بات واضحاً أنه كلما اقترب الأهلي من تحقيق لقب الدوري، كثر أعداؤه، مع تزايد صيحات التشكيك في أحقيته بأي

بات واضحاً أنه كلما اقترب الأهلي من تحقيق لقب الدوري، كثر أعداؤه، مع تزايد صيحات التشكيك في أحقيته بأي انتصار، بل بكل الانتصارات التي حققها، وكأن الدوري خط أحمر لا يحق للأهلي أن يقترب منه.
لن أذكّر هؤلاء ـ فهم يعرفون التاريخ ـ، بأن النادي الأهلي هو أول ناد سعودي يحقق درع الدوري العام، وكان ذلك قبل 44 عاماً، وبالتحديد عام (1389)، مما يعني أن الأهلي يملك صك الدوري، وارتبط معه بعلاقة قبل أن يعرفوه لاحقاً..
هذا أمر عجيب يفهم الأهلاويون مغزاه ـ، ويعرفون أهدافه، ولا يجهلون مخطط المحاولات المتكررة التي تعمل ـ ليل، نهار ـ على إقصاء ناد كبير يمثل أحد قلاع الرياضة في الوطن، وإلصاق صفات يحملها مروجوها بكل جدارة بـالأهلي للتشويش عليه.
والأهلي الذي يقف شامخاً منذ تأسيسه منذ أكثر من 77 عاماً، لم يكن يوماً من الأيام فرعاً من ناد آخر، ولم يتعود في تاريخه الطويل أن يشغل نفسه بالدفاع عن غيره لتحقيق أهداف غير شريفة كما يفعلون الآن.
أتعجّب من هذا الدعم اللوجستي الذي يقدمه النادي الموهوم، للأندية متذيلة الترتيب، وكنت سأصف ذلك التصرف بأنه فزعة خوي، لكنني عندما عرفت أن إحضار الحكم الأجنبي كان بهدف تمرير مخطط الأهلي والحكام، قلت في نفسي: أي فساد رياضي بعد هذا؟
ولو كنت عضواً في لجنة الانضباط، أو لجنة الأخلاق الرياضية، لطالبت بفتح تحقيق على خلفية الاستعانة بحكم أجنبي بلجيكي قبل مباراة القادسية والأهلي، ولاعتبرت هذه القضية أكبر من موضوع تأجيل مباراة الرائد والاتفاق، ذلك أن القادسية لم يكن بحاجة إلى حكم أجنبي لمباراته أمام الأهلي، وإلاّ لأحضر حكماً لمباراته أمام الاتفاق، لأنها تمثل مباراة ديربي، أو لمباراتيه أمام التعاون وهجر، أو من باب أولى أمام هؤلاء أنفسهم، لأنهم هم من يجيد لعبة الحكام.
وليس معنى ذلك أن ليس من حق القادسية الاستعانة بحكم أجنبي، وهو كغيره من الأندية من حقه أن يحضر ثلاثة حكام أجانب في الموسم، لكن أن تكون البداية مع الأهلي، فتلك تفتح الباب أمام سؤال كبير: من أشار على القادسية بذلك؟
وقد أعجبني ردّ رئيس الأهلي وهو يقول بعد الفوز على القادسية لو أحضروا حكاماً من الفضاء فسنفوز، وهنا تبدو الثقة بالله، ثم بالنفس، ثم بالفريق، ثم بالعمل، تاركاً لغيره قول ما شاؤوا، والاستعانة بمن شاؤوا، وفعل ما شاؤوا.!
ومع ذلك قد يكسب الأهلي بطولة الدوري إذا بقيت الكرة داخل الملعب، وقد يفقد اللقب الذي اجتهد من أجل تحقيقه، إذا استمر اللعب من الخارج، ولكنه بكل تأكيد كسب ثقة واحترام العقلاء من أنصار منافسيه، وثقة محبيه وعشاقه.
ولأن الدوري دخل الآن في مراحله الحرجة جداً، فإن على اتحاد الكرة ورئيسه الخبير أحمد عيد، توجيه اللجان ذات العلاقة المباشرة بمنافسات الدوري مثل الفنية والمسابقات والانضباط، برفع درجة الاهتمام والمتابعة، ورصد كل تلاعب هنا أو هناك، حتى لا نجد أنفسنا أمام أحداث مشابهة لأحداث الموسم الماضي التي انتهت بإسقاط الوحدة إلى دوري الدرجة الأولى!
** صدى:
ـ من حق الأهلي أن يدخل مباراته أمام الاتحاد لتحقيق هدفين رئيسيين، أولهما تأكيد فوزه بالدور الأول، والثاني مواصلة المنافسة على بطولة الدوري، ومن حق الاتحاد أن يسعى للثأر وتعطيل الأهلي والفوز بالبطولة الخاصة!
ـ الأمير خالد بن عبد الله كبير.. كبير.. كبير، فهو أمير المبادئ، ورجل المثالية، ومركز الوعي، في وسط قلّ فيه الوعي، والفرق بينه وبين غيره أنه يعمل لمصلحة رياضة وطن، وغيره ينظر من زاوية المصلحة الخاصة!