الغبار ليس يوما أو يومين حتى نسد أنوفنا.. الغبار ـ حسبما يتضح من تصريحات الفلكيين ـ سيستمر خلال السنوات القادمة.
الغبار ليس يوما أو يومين حتى نسد أنوفنا.. الغبار ـ حسبما يتضح من تصريحات الفلكيين ـ سيستمر خلال السنوات القادمة.
حتى الأسئلة يكسوها الغبار، قبل سنتين تحدثت عن هذه العواصف الغبارية التي تسد الجيوب والمنافذ والنوافذ، وتوقف الملاحة الجوية وتُعطل الحركة وتعلن حالة الطوارئ في المطارات والمستشفيات.. وقلت هناك حلول عديدة، وتساءلت: لماذا لا يتم تنفيذ مشاريع المصدات الطبيعية؟ لماذا لا تتم حماية التربة من العبث؟ أليس هذا أفضل من تكدس المستشفيات بمرضى الربو والشعب الهوائية والجيوب الأنفية؟
سأتجاوز كل تلك الأسئلة، وأركز على سؤال واحد له ما يبرره اليوم، وهو: لماذا لا توضع مواصفات واشتراطات هندسية أثناء تصميم المدارس تضع التقلبات الجوية في الاعتبار؟
وما يبرر طرح السؤال هو شماعة تعليق الدراسة.. ولو أن الوزارة صممت مبانيها بشكل هندسي سليم، لما اضطر الجميع لتعليق الدراسة!
تعليق الدراسة أمر مضحك ـ وهذا الوصف قد يغضب الوسط التعليمي ـ لكن إن نخشى من الضرر، فالكل متضرر من الغبار، وبالتالي يجب أن تتوقف الحياة كلها!
تعالوا نفكر بهدوء: نحن واثقون أن جلوس الطالب في منزله سيحميه من الغبار على اعتبار أن منزله مغلق بإحكام ولا يتسرب إليه الغبار.. أليس من المفترض إذن أن تكون البيئة التعليمية مصممة كي تكون أكثر آمانا للطلاب والطالبات؟!
أم أن تعليق الدراسة طوق نجاة، يكشف ـ دون أن نقصد ـ أن مدارسنا غير صالحة وآمنة ـ كما قلت قبل قليل ـ لكي يقضي فيها أبناؤنا وبناتنا نصف يومهم؟!
المشكلة في هذه الأجواء المغبرة لا نعرف لمن نوجه الأسئلة!