تعيش الكرة السعودية حاليا مرحلة سلخ جلد طوعي في حين، وقسري في أحيان أخرى نتيجة تكدس لاعبين صعدوا سابقا من الفئات السنية ولم يأخذوا فرصتهم، إضافة إلى استمرار التصعيد وبأعداد كبيرة من اللاعبين، هذا الإحلال كان نتيجة طبيعية بل ومتأخرة لكثير من الأندية التي خفت بريقها وقل توهجها بسبب ارتفاع متوسط أعمار لاعبيها فتثاقلت الخطى وقل العطاء وتذبذبت النتائج.
في المقابل هناك أندية لا تزال تصر على انتهاج أسلوب شراء لاعبين جاهزين، وبالجملة في سياسة قد تثمر في المدى القريب ولكنها مكلفة جدا على المدى الطويل لأنها سياسة يقترن بقاؤها ببقاء الشخصية الداعمة لها، وتنتهي إذا ما امتنع عن الدفع لسبب أو آخر.
لذا يظل خيار تنويع روافد الفريق الأول بين إنتاج الفرق السنية للنادي، وبين قرار شراء لاعب لتدعيم خانة معينة لا يتوفر لها بديل حالياً، هذا التنوع يفتح المجال للنادي بأن يستمر في المنافسة دائماً لا أن تكون مرهونة بشخص قد يدفع وقد يمتنع، كذلك مرهونة بتوفر من يستحق شراء عقده وتمثيل الفريق.
وبكل تأكيد إن مخرجات الأندية هي أيضا مدخلات للمنتخبات الوطنية والتي بالتالي تأثرت نتائجها بمدى جودة مخرجات الأندية، وبالتالي كان منحى نتائج المنتخبات في انحدار دائم وفقدان مستمر لهيبة الكرة السعودية لأن النجوم تثاقلت خطاها وترهلت مستوياتها ولم نجد لهم بديلا.
وبدون الخوض في كثير من التفاصيل عن الأسباب، من برأيكم جدير بأن يلعب في المنتخب السعودي الأول وفي كل مركز؟
قد نجد إجابات في بعض المراكز، ولكن هناك مراكز لن نستطيع الإجابة لقلة الأسماء المطروحة وضعف أدائها الحالي فمن هم البدائل لهم؟
التغيير قادم وبقوة والفطن من سارع بالقيام به قبل أن يطويه الزمن ويفقد المكانة التي حققها، فلعبة الكبار في تغير مستمر والشاطر من يضمن بقاءه باستمرار، ولنا عبرة في دول كيف خبا بريق منتخباتها ودول أخرى ظهرت للسطح بعد أن كانت شيئا لا يذكر كرويا.
عناوين أخيرة:
* خرج الهلال من لقاء الغرافة بتعادل أشبه بالهزيمة وهو يلاقي فريقاً متهالكا لن يجده في يوم بمثل تلك الصورة، فظهرت ألعاب الهلال بشكل متعالٍ على الكرة، وكأن في أيديهم أمر حسم المباراة في أي وقت، ولكنها مشكلة أزلية للاعب الهلالي إذا ما التقى فريقا كان في غير يومه.
* مدرب الأهلي غامر بتغيير تشكيلة فريقه أمام سبهان الإيراني ووضع بجواره فيكتور وكماتشو والمسيليم فكاد أن يخسر النقاط الثلاث ويخرج مبكرا من البطولة ولولا ضربة الجزاء التي أحرز منها الأهلي هدف التعادل لدفع المدرب ثمن خطئه.
* يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الشد والجذب في الوسط الرياضي عن أعمال الاتحاد المؤقت لكرة القدم وتحضيراته لإقامة أول جمعية عمومية، واعتماد آليات انتخاب أول رئيس كرة قدم منتخب بعيدا عن دعوات البعض لاعتماد رئيس الاتحاد بالتزكية، والتي إذا ما حدثت بالفعل فإنها تعتبر استمراراً لنفس المنهجية السابقة ولن تعتدل الأمور.
*أتمنى أن تتبنى القناة الرياضية السعودية مبادرة لجمع رؤوساء روابط جماهير أندية دوري زين في لقاء مفتوح يهدف إلى تقارب عملي بينهم لمساندة الأندية التي تمثلنا خارجياً ولتخفيف حدة احتقان المدرجات في المنافسات المحلية، لأنهم يعملون وسط الجماهيرن وتأثير روابط الأندية كبير عليها.