يلعب التواصل العلمي والثقافي بين الشعوب والمجتمعات المختلفة دوراً هاماً في توثيق العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين دول العالم، لتأثيره المباشر على بناء ثقافة الشعوب بخلق جسور من التواصل الاجتماعي والمعرفي بينها، مستنداً في ذلك على مستوى ونوع المعرفة المتبادلة، وتعد مؤسسات التعليم العالي من أهم الكيانات المؤسسية المعنية بالتبادل المعرفي والعلمي بين شعوب العالم، خلال مؤسساته الرسمية ممثلة في الجامعات، وما يتصل بها من منظمات وجمعيات علمية متخصصة تعمل على النهوض بالمجتمعات ونشر المعرفة العلمية البناءة في مجالها التخصصي الذي يستهدف بلورة المحتوى العلمي إلى منتج اجتماعي مثمر.
ومن منطلق تعزيز العلاقات بين الشعوب وتنشيط التبادل المعرفي والثقافي، بادرت الجمعية الجغرافية السعودية برحلتها العلمية إلى أوكرانيا، وذلك بعد التنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين، والترتيب لزيارة علمية لجامعة (تاراس شيفشينكو الوطنية)، وللأماكن المتميزة في أوكرانيا، التي تم توثيقها دولياً من اليونيسكو ضمن مجموعة التراث العالمي كنماذج قائمة للحضارة الإنسانية البائدة، وقد استهدفت الرحلة تعزيز التواصل العلمي في إطار ما يتضمنه نشاط الجمعية من جهود تجعلها مسؤولة عن بلورة ما تمثله من تخصص علمي ينضوي تحت مظلتها إلى برنامج عمل تطبيقي، يحتوي ما يتضمنه التخصص من مفاهيم وبرامج ومتطلبات تطويرية، وبما يقدمه أعضاؤها من جهود تعاونية تطوعية، وما يتطلعوا إليه من إنجازات واستجابات لحاجاتهم وآمالهم وتطلعاتهم من التخصص، ولذلك فإن الرحلات العلمية تشكل جزءاً هاماً من مضمون أجندة الجمعية ونشاطها العلمي، إذ بلغ عدد رحلاتها العلمية (23 رحلة علمية) منها 16 رحلة علمية داخلية، و8 رحلات علمية خارجية إلى عدد من الدول العربية وغير العربية، وبما يعود بالفائدة على خدمة البحث العلمي الخاص بالمناطق الجغرافية المختلفة في الوطن، وفي الدول الأخرى بصفة عامة.
وتُعد زيارة أعضاء الجمعية المشاركين في الرحلة لجامعة (تاراس شيفشينكو الوطنية) كأحد أهم الجامعات العريقة التي أسست في البلاد منذ 1834؛ من أهم الفاعليات المتميزة في رحلة الجمعية لأوكرانيا؛ إذ أثمرت الزيارة عن توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين الطرفين، وذلك بعد عقد لقاءات علمية تم التنظيم لها مع قيادات عليا مسؤولة في الجامعة ومع قيادات جغرافية، كنائب رئيس الجامعة، ورئيس كلية الجغرافيا التي تحتوي تحت مظلتها على ثمانية أقسام جغرافية تشمل كافة التخصصات الجغرافية الرئيسة، وما تتضمنه تلك من فروع دقيقة تحت مظلتها، وتتضمن الأقسام الرئيسة:
1. الجغرافيا الاقتصادية والاجتماعية.
2. الجغرافية الطبيعية وعلم بيئة الأرض.
3. علوم التربة والجيمورفولوجي.
4. جيوديسيا (من فروع الرياضيات التطبيقية) ورسم الخرائط (كارتوجرافي).
5. الدراسات الإقليمية والقُطرية للمدن والسياحة.
6. دراسات الأرصاد الجوية والمناخ.
7. الهيدرولوجيا وعلم البيئة المائية.
8. جغرافية أوكرانيا.
ولعل من أهم الجوانب الإيجابية التي تضمنها برنامج الزيارة للجامعة، اللقاء مع رئيس كلية الجغرافيا، ورؤساء الأقسام الجغرافية الذين أسهبوا في التحدث عن أقسامهم بما تحتويه من مواد علمية متنوعة، وما تساهم به مخرجاتها في مسيرة التنمية الوطنية للبلاد، بعد استقطابهم وتمكينهم من الوظائف في كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها الرسمية والخاصة، علاوة على تقلدهم المناصب القيادية العليا في الدولة، باعتبار أن الجغرافيا أم العلوم المعرفية، وهي العِلم التخصصي الوحيد الذي يجمع العلوم المختلفة، في بوتقة تنصهر فيها المعرفة العلمية في إطار تخصصي منظم يهتم بالعلاقة بين الإنسان والأرض، وبما تتضمنه البيئة المحيطة من مكونات ومتغيرات تؤثر على التوزيع المكاني للظواهر المختلفة على وجه الأرض، والتي تشمل الكون ببره وبحره وسكانه وموارده المختلفة.
وما تجدر الإشارة إليه وبما يدعو للاهتمام به واستيعابه؛ هو ذلك النقاش الذي تعرض فيه رؤساء الأقسام الجغرافية لمضمون تخصصاتهم الدقيقة ودراساتهم التي تهتم بدارسة التحديات المختلفة التي يعيشها وطنهم والعالم وسبل معالجتها، وذلك باختلاف الظواهر المدروسة، كما تعرضوا لاهتمامهم بتدريب الطلاب في مؤسسات الدولة المختلفة من القطاع العام والخاص، خلال فترة دراستهم من منطلق توثيق العلاقة بين متطلبات سوق العمل والمحتوى العلمي الذي يُدرّس للطلاب، وبذلك تكون المخرجات مطلباً للسوق، ويجد الخريج الوظيفة تنتظره في مكان تدريبه، ولما يتطلبه ذلك من تأهيل مستمر للمعلمين والأساتذة الأكاديميين، فهناك دورات تطويرية تُجرى بصفة مستمرة بخصوص ذلك، ومنها ابتعاثهم لفترات بسيطة للخارج، للاستفادة من تجارب الآخرين لتعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم العلمية.
وبالمقارنة بين ما يجده تخصص الجغرافيا بمختلف تخصصاته الدقيقة من اهتمام وتقدير في أوكرانيا، وفي الدول المتقدمة التي لعبت دوراً هاماً في بناء المحتوى الجغرافي وتأصيله، والذي جعلها تدرك أهميته كعلم جامع للعلوم تحتاجه كافة قطاعات الدولة؛ نجد أن هذا التخصص يُهمش للأسف لدينا وتكاد تُغلق أبوابه في كثير من الجامعات لعدم وجود وظائف لمخرجاته، وذلك بعد أن اقتصرت فرصه الوظيفية على التعليم العام والأكاديمي، بل ونجده حتى أكاديميا ومؤسسياً قد هُمش مسماه، ليختزل في علوم البيئة ونظم المعلومات الجغرافية أو العلوم الاجتماعية ونظم المعلومات الجغرافية، والتي تعتبر رغم أهميتها أداة ووسيلة تقنية لربط المعلومات الجغرافية بالمكان والموقع الجغرافي، وتعتمد في بياناتها على التخصصات الجغرافية المختلفة.
نحتاج لثورة مؤسسية تهتم بتحديث وتطوير نظام العمل ولوائحه وتشريعاته لاستيعاب مخرجاتنا للاستفادة منها ولتمكينها، وذلك يتطلب مواءمة اللوائح وبنودها مع مختلف المخرجات العلمية لاستيعابها بمسميات وظيفية مناسبة في قطاعات الدولة من العام والخاص، كما أننا نحتاج وبذات القدر من الأهمية إلى ثورة أكاديمية تهتم بتطوير مناهجنا الجغرافية وغيرها من المناهج العلمية، بما يتناسب مع التقدم العلمي والمعرفي من جهة، ومتطلبات واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، مع عدم إغفال أهمية ما يحتاجه ذلك من تطوير لقدرات ومهارات المعلمين باختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم.
تعتبر الرحلة العلمية للجمعية الجغرافية لأوكرانيا؛ بداية مهمة لتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية مع دولة تتمتع بتاريخ حضاري عريق، وتقدم علمي متميز في مجالات علمية معروفة ومهمة، وموقع جغرافي متميز ما بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي؛ بما يمنحها موقعاً إستراتيجياً ومكاناً سياسياً فريداً، بعيداً عن التحالفات المحيطة بها، ما يرشحها لتكون منطقة استقطاب إقليمي ووطني للتعاون الثقافي والاقتصادي والسياسي، خاصة أنها تعتبر دولة ناشئة سياسياً أو بالأحرى دولة فتية تسعى نحو بناء كيانها الجديد بعد الثورة فيها عام 2014، وذلك على الرغم من تاريخها الحضاري الذي يقوي من مكانتها الإستراتيجية ودورها السياسي.
ومن منطلق تعزيز العلاقات بين الشعوب وتنشيط التبادل المعرفي والثقافي، بادرت الجمعية الجغرافية السعودية برحلتها العلمية إلى أوكرانيا، وذلك بعد التنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين، والترتيب لزيارة علمية لجامعة (تاراس شيفشينكو الوطنية)، وللأماكن المتميزة في أوكرانيا، التي تم توثيقها دولياً من اليونيسكو ضمن مجموعة التراث العالمي كنماذج قائمة للحضارة الإنسانية البائدة، وقد استهدفت الرحلة تعزيز التواصل العلمي في إطار ما يتضمنه نشاط الجمعية من جهود تجعلها مسؤولة عن بلورة ما تمثله من تخصص علمي ينضوي تحت مظلتها إلى برنامج عمل تطبيقي، يحتوي ما يتضمنه التخصص من مفاهيم وبرامج ومتطلبات تطويرية، وبما يقدمه أعضاؤها من جهود تعاونية تطوعية، وما يتطلعوا إليه من إنجازات واستجابات لحاجاتهم وآمالهم وتطلعاتهم من التخصص، ولذلك فإن الرحلات العلمية تشكل جزءاً هاماً من مضمون أجندة الجمعية ونشاطها العلمي، إذ بلغ عدد رحلاتها العلمية (23 رحلة علمية) منها 16 رحلة علمية داخلية، و8 رحلات علمية خارجية إلى عدد من الدول العربية وغير العربية، وبما يعود بالفائدة على خدمة البحث العلمي الخاص بالمناطق الجغرافية المختلفة في الوطن، وفي الدول الأخرى بصفة عامة.
وتُعد زيارة أعضاء الجمعية المشاركين في الرحلة لجامعة (تاراس شيفشينكو الوطنية) كأحد أهم الجامعات العريقة التي أسست في البلاد منذ 1834؛ من أهم الفاعليات المتميزة في رحلة الجمعية لأوكرانيا؛ إذ أثمرت الزيارة عن توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين الطرفين، وذلك بعد عقد لقاءات علمية تم التنظيم لها مع قيادات عليا مسؤولة في الجامعة ومع قيادات جغرافية، كنائب رئيس الجامعة، ورئيس كلية الجغرافيا التي تحتوي تحت مظلتها على ثمانية أقسام جغرافية تشمل كافة التخصصات الجغرافية الرئيسة، وما تتضمنه تلك من فروع دقيقة تحت مظلتها، وتتضمن الأقسام الرئيسة:
1. الجغرافيا الاقتصادية والاجتماعية.
2. الجغرافية الطبيعية وعلم بيئة الأرض.
3. علوم التربة والجيمورفولوجي.
4. جيوديسيا (من فروع الرياضيات التطبيقية) ورسم الخرائط (كارتوجرافي).
5. الدراسات الإقليمية والقُطرية للمدن والسياحة.
6. دراسات الأرصاد الجوية والمناخ.
7. الهيدرولوجيا وعلم البيئة المائية.
8. جغرافية أوكرانيا.
ولعل من أهم الجوانب الإيجابية التي تضمنها برنامج الزيارة للجامعة، اللقاء مع رئيس كلية الجغرافيا، ورؤساء الأقسام الجغرافية الذين أسهبوا في التحدث عن أقسامهم بما تحتويه من مواد علمية متنوعة، وما تساهم به مخرجاتها في مسيرة التنمية الوطنية للبلاد، بعد استقطابهم وتمكينهم من الوظائف في كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها الرسمية والخاصة، علاوة على تقلدهم المناصب القيادية العليا في الدولة، باعتبار أن الجغرافيا أم العلوم المعرفية، وهي العِلم التخصصي الوحيد الذي يجمع العلوم المختلفة، في بوتقة تنصهر فيها المعرفة العلمية في إطار تخصصي منظم يهتم بالعلاقة بين الإنسان والأرض، وبما تتضمنه البيئة المحيطة من مكونات ومتغيرات تؤثر على التوزيع المكاني للظواهر المختلفة على وجه الأرض، والتي تشمل الكون ببره وبحره وسكانه وموارده المختلفة.
وما تجدر الإشارة إليه وبما يدعو للاهتمام به واستيعابه؛ هو ذلك النقاش الذي تعرض فيه رؤساء الأقسام الجغرافية لمضمون تخصصاتهم الدقيقة ودراساتهم التي تهتم بدارسة التحديات المختلفة التي يعيشها وطنهم والعالم وسبل معالجتها، وذلك باختلاف الظواهر المدروسة، كما تعرضوا لاهتمامهم بتدريب الطلاب في مؤسسات الدولة المختلفة من القطاع العام والخاص، خلال فترة دراستهم من منطلق توثيق العلاقة بين متطلبات سوق العمل والمحتوى العلمي الذي يُدرّس للطلاب، وبذلك تكون المخرجات مطلباً للسوق، ويجد الخريج الوظيفة تنتظره في مكان تدريبه، ولما يتطلبه ذلك من تأهيل مستمر للمعلمين والأساتذة الأكاديميين، فهناك دورات تطويرية تُجرى بصفة مستمرة بخصوص ذلك، ومنها ابتعاثهم لفترات بسيطة للخارج، للاستفادة من تجارب الآخرين لتعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم العلمية.
وبالمقارنة بين ما يجده تخصص الجغرافيا بمختلف تخصصاته الدقيقة من اهتمام وتقدير في أوكرانيا، وفي الدول المتقدمة التي لعبت دوراً هاماً في بناء المحتوى الجغرافي وتأصيله، والذي جعلها تدرك أهميته كعلم جامع للعلوم تحتاجه كافة قطاعات الدولة؛ نجد أن هذا التخصص يُهمش للأسف لدينا وتكاد تُغلق أبوابه في كثير من الجامعات لعدم وجود وظائف لمخرجاته، وذلك بعد أن اقتصرت فرصه الوظيفية على التعليم العام والأكاديمي، بل ونجده حتى أكاديميا ومؤسسياً قد هُمش مسماه، ليختزل في علوم البيئة ونظم المعلومات الجغرافية أو العلوم الاجتماعية ونظم المعلومات الجغرافية، والتي تعتبر رغم أهميتها أداة ووسيلة تقنية لربط المعلومات الجغرافية بالمكان والموقع الجغرافي، وتعتمد في بياناتها على التخصصات الجغرافية المختلفة.
نحتاج لثورة مؤسسية تهتم بتحديث وتطوير نظام العمل ولوائحه وتشريعاته لاستيعاب مخرجاتنا للاستفادة منها ولتمكينها، وذلك يتطلب مواءمة اللوائح وبنودها مع مختلف المخرجات العلمية لاستيعابها بمسميات وظيفية مناسبة في قطاعات الدولة من العام والخاص، كما أننا نحتاج وبذات القدر من الأهمية إلى ثورة أكاديمية تهتم بتطوير مناهجنا الجغرافية وغيرها من المناهج العلمية، بما يتناسب مع التقدم العلمي والمعرفي من جهة، ومتطلبات واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، مع عدم إغفال أهمية ما يحتاجه ذلك من تطوير لقدرات ومهارات المعلمين باختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم.
تعتبر الرحلة العلمية للجمعية الجغرافية لأوكرانيا؛ بداية مهمة لتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية مع دولة تتمتع بتاريخ حضاري عريق، وتقدم علمي متميز في مجالات علمية معروفة ومهمة، وموقع جغرافي متميز ما بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي؛ بما يمنحها موقعاً إستراتيجياً ومكاناً سياسياً فريداً، بعيداً عن التحالفات المحيطة بها، ما يرشحها لتكون منطقة استقطاب إقليمي ووطني للتعاون الثقافي والاقتصادي والسياسي، خاصة أنها تعتبر دولة ناشئة سياسياً أو بالأحرى دولة فتية تسعى نحو بناء كيانها الجديد بعد الثورة فيها عام 2014، وذلك على الرغم من تاريخها الحضاري الذي يقوي من مكانتها الإستراتيجية ودورها السياسي.