الوطن



ما باله السودان ثار والأرض حبلى بالنعم

ما سر هذا الاستعار

عمرتُمُ أرضا سواكم

وربوعكم تشكوا الدمار

سأجيب لكن باقتضاب

وبكل غبن وانكسار

أرأيت نارا تستجير من الصديد

أرأيت نيلا يستجير من السعار

أرأيت حراسا على مال اليتيم

سرقوا اليتيم وماله وضح النهار

أرأيت محصولا بلا حصاد

أرأيت مسجونا بلا أوصاد

أرأيت شعبا لاجئا وممزقا

في داره وبدون دار

ما الحل

هم قالوا اصبروا

فالصبر مفتاح الخلاص

الصبر مفتاح الظفر

إن كان شعبي أنبياء

عقدان أيوب صبر

لم يستطع حمل الهموم

وأضاره حجم الكدر

فدعا مناجٍ ربه

يا رب مسنيَ الضرر

فاستجاب له الكريم

وبالنعيم له أمر

ولقد صبرنا مثل أيوب

وواقعنا أمر

فالوضع في السودان مزرٍ

وحالنا يبكي الحجر

لم يسمعوا صوت الحشود

أولم يروا دما هدر

يستمرئون فجورهم

وكأنهم من دون سمع أو بصر

سنعيده السودان شامخا

وطنا عزيزا منتصر

سأثور باذلا

في عشق وطني كل غال أو نفيس

سأموت في حب الوطن

فانزعوا عني ثيابي

وارموا على وطني القميص

كي يرد له البصر

ثم زفوني عريسا

فالآن قد أمليت حقا

ما أريد على القدر