• في الثاني من هذا الشهر الحرام فقدت (عسير) مؤرخها الفقيه العالم الشيخ (هاشم بن سعيد النعمي) درست معه العلم الشرعي على الشيخ (عبدالله بن يوسف الوابل) ثم درّسني وزملائي العلوم الدينية بالسنة السادسة في (مدرسة أبها الأميرية) أواخر ستينات القرن الهجري الماضي قبل أن ينتقل قاضياً لـ (محايل ورجال ألمع) لفترة طويلة من الزمن عاد بعدها إلى (أبها) قاضياً لمحكمتها المستعجلة إلى أن تقاعد عن الوظيفة.. ولكنه ظل على نشاطه في البحث والتاريخ والرحلات العلمية داخل المنطقة.
ألف أول كتاب يُؤرخ لمنطقة عسير ثم زاد عليه ونقّحه حيث أصدرته (دارة الملك عبد العزيز) بطبعته الجديدة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة.. ثم استضافته (الدارة) بمحاضرة بقصر (المربع) كان لي شرف إدارة الحوار فيها ثم استقبلنا سمو الأمير (سلمان بن عبدالعزيز) أمير منطقة الرياض محتفياً أحسن الله إليه.
شارك الفقيد بتأسيس (النادي الأدبي بأبها) وعضوية مجلس إدارته 15 عاماً وصدر له عن النادي الجزء الأول من مؤلفه( شذا العبير ـ لبعض علماء وأدباء عسير) والمؤمل من النادي متابعة الجزء الثاني لدى ورثته لإصداره إتماماً للفائدة فقد كان على وشك دفعه للطباعة قبل مرضه.
والفقيد من أسرة علمية مباركة اشتهر بالنزاهة والحزم في أحكامه.. وكان خطيباً للجُمع والعيدين والاستسقاء لمدينة (أبها) والمتحدث البليغ صاحب الحضور المؤنس البهيّ .. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه.
• نُبارك للصديق الباحث المدقق أ.د (عبدالله بن محمد أبو داهش) صدور مجلته العلمية (حُباشة) وقد كانت تصدر قبلاً على مدى 16 عاماً في كتاب بمسمى (سوق حُباشة).
والعدد 17 دسم وممتع شكلاً وموضوعاً سعدت بقراءته إلى جانب الكتاب الموسوعي للمؤلف (تاريخ اليعسوب في فكر وأدب أهل الجنوب) 2050 صفحة وهو سفر نفيس جمع بين دفتيه ستة كتب عن (أهل السراة في الجاهلية والإسلام حتى نهاية القرن الرابع الهجري وأهل تهامة لذات الفترة وأهل السراة في القرون الإسلامية الوسيطة وأهل تهامة للفترة ذاتها والحياة الفكرية والإدارية في جنوب البلادالسعودية ونشأة الأدب السعودي المعاصر في جنوب المملكة).
والحقيقة أن (أبا معاذ) لم يترك زيادة لمستزيد بل وفّر للدارسين وطلبة العلم ما يُشبع نهمهم ويسد حاجتهم لما حواه سفره الجليل من معلومات موثّقة حصيفة كانت نتيجة دأب وجهد وصبر لا حدود لها.. جزاه الله كل خير وبارك في جهوده.