قلعة أجياد إحدى قلاع مكة المكرمة، تعود قصة إنشائها إلى حاكم مكة سرور بن مساعد حينما كانت الأوضاع الأمنية في مكة عامة غير مستتبة عام 1186. وأشار إليها المؤلف الكردي بقوله "قلعة أجياد كانت أهم قلاع مكة وكانت تضرب بها المدافع في رمضان وفي غير رمضان إلى سنة 1360"، حيث أمر الحاكم سرور ببناء قلعة لحماية مكة والحرم فتوافد على مكة كثير من أرباب العمارة والعمال والحرفيين من أجل بناء قلعة مكة. وعين موقع البناء على جبل أجياد المقابل للمسجد الحرام من الناحية الجنوبية على الجانب الأيسر لحي أجياد، وبعد عامين من بداية العمل انتهى العمال من بناء القلعة، وكان ضمن منظومة القلعة قصور تقع في أسفل القلعة ممتدة على سفح الجبل وبعض الأحواش والأسوار العالية، وعندما شاهدها الشريف رأى أنها لم تكن على قدر المتانة التي كان يأمل فيها، فأمر بهدمها وإعادتها على أحسن من ذلك وأمتن.
ويسرد الباحث التاريخي، ووكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل نور غباشي أنه في عام 1202 توفي حاكم مكة سرور بن مساعد، ولم تكتمل منظومة القلعة التي كان قد أمر ببنائها، فاستكمل بعد ذلك بناؤها حتى اكتلمت قلعة أجياد، واستمرت قرنين وربع القرن حتى تاريخ إزالتها.
وتم بناؤها نظرا للمكانة السامية التي حظيت بها مكة المكرمة في قلوب المسلمين جميعا، حيث حرص ولاة الأمر في مختلف العصور الإسلامية على حمايتها والدفاع عنها بإقامة العساكر في مكة، وحماية الطرق والثغور المؤدية إليها، وبناء الأبراج على مداخلها وكذلك الأسوار ثم اختتمت منظومة الدفاع عن مكة المكرمة ببناء ثلاث قلاع على مداخلها الرئيسة، هي: قلعة أجياد وقلعة لعلع، وقلعة هندي.
وجرى بناء القلاع على جبال مكة المكرمة لتحصينها في فترات تاريخية متعاقبة وعلى قمة الجبل المطل على المسجد الحرام من الجهة الجنوبية الغربية تقريبا بُنيت" قلعة أجياد" التي اكتسبت اسمها أيضا من اسم شعبين كبيرين من شعاب مكة، يأتي أحدهما من الجنوب ويتجه شمالا، والآخر يأتي من الشرق من جبل الأعرف، وتتجمع مياه الشعبين أمام المسجد الحرام من الجهة الجنوبية، وتصب في وادي إبراهيم، وأصبحا اليوم مأهولين بأحياء عديدة من أحياء مكة أشهرها: أجياد، والمصافي، وبئر بليلة.
وتحمي قلعة أجياد المدخل الجنوبي لمكة المكرمة عند منطقة المسفلة، حيث كان يوجد سور في هذه المنطقة مجاور لبركة ماجل (ماجن)، وهذا الموقع حاليا على بعد بضعة أمتار من موقف السيارات في المسفلة. وأشار محمد أمين المكي إلى أهمية القلعة، حيث أنشئت على جبل ارتفاعه 150 مترا في نقطة مهمة جدا تطل على كافة مكة المكرمة والقلاع الأخرى التي توجد فيها.
وقد استمرت القلعة تؤدي دورها التاريخي في حماية مكة المكرمة من أي اعتداء تتعرض له، إلى أن أشرفت على الخراب، فأعاد والي الحجاز عثمان نوري باشا بناءها سنة 1302، وتم العمل على أساس استيعاب القلعة لطابور واحد من الرجال، يقدر بنحو 800 شخص، فضلا عن استيعاب القلعة لنحو 300 نفر.
كما أنشأ فيها غرفا لعساكر المدفعية، ومستودعاً للأسلحة. وحظيت القلعة بشهرة كبيرة منذ إنشائها، وذلك لكونها في منطقة مهمة من مكة المكرمة، فهي تشرف على المسجد الحرام، وأقام فيها الجنود نحو 150 سنة للدفاع عن مكة وأمنها.