على بعد 18 كيلو مترا من وسط الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، باتجاه طريق الخليج "الدولي"، يشاهد العابرون لهذا الطريق، أربعة "تلال صخرية"، يطلق عليها السكان مسمى "جبل الأربع"، وهو معلم سياحي لم يستغل تماماً، إذ تنعدم فيه أبسط وسائل السياحة والترفيه، في ظل تزايد أهميته السياحية مع دخول فصل الشتاء من كل عام، وبالأخص عند اعتدال الأجواء وهطول الأمطار.
وهذه التلال الأربعة، التي تقف كشاهد تاريخي وثقافي في الأحساء أسوة بجبل القارة، تعكس البعد الزمني للمحافظة، غير أن تلك التلال الصخرية، بدلاً من أن تكون ثروة سياحية وثقافية تحولت إلى مكان مهمل.
"الوطن"، زارت أول من أمس موقع "الجبل"، والتقت عددا من المترددين، الذين أكدوا خلال أحاديثهم، أن موقع "الجبل" مهمل ولا يحظى بعناية الجهات الخدمية والسياحية في المحافظة، مستشهدين بافتقار الموقع إلى اللوحات الإرشادية، التي من شأنها إيصال السائحين والمتنزهين إلى الموقع، فلا توجد في الأحساء لوحة تشير صراحة إلى موقع الجبل.
وأبان عادل العمير وناصر البراهيم أن موقع الجبل، يشهد خلال الشتاء، توافد كثير من الأسر الأحسائية والشباب إلى موقع الجبل، وتبدأ رحلاتهم الخلوية من الساعة الثانية ظهراً وتمتد حتى ساعات الغروب، وكذلك الحال في نهار رمضان إذ إن الموقع يشهد تدفق أعداد كبيرة لممارسة هواياتهم من ركوب الرمال "التطعيس"، وكذلك ركوب الخيل، وبصفة مستمرة في ساعات النهار يشهد إقبال هواة ركوب "الخيل"، إذ إن موقع الجبل قريب جداً من مرابط الخيل وكذلك ميدان الفروسية.
واختصر حسن الحجي الحديث بالإشارة إلى أن الموقع، لم يحظ بأي اهتمام في الأحساء على الرغم من جماله وامتلاكه المقومات السياحية والترفيهية الجديرة بالاهتمام، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الوقت الحالي، مضيفاً أن كثيرا من المعالم تتم الاستفادة منها في السياحة والترفية في تلك البلدان، ويصاحبه تسويق سياحي "ضخم"، ويشهد إقبالاً كبيراً من السائحين من مختلف الدول، و"جبل الأربع" في الأحساء بالرغم من "جماله" لا يعرفه إلا بعض السكان في الأحساء.
وأكد عبدالله المدالله أن موقع "جبل الأربع" جدير بالتطوير لا سيما أن أعمال تطويره، لا تكلف الجهات المختصة مبالغ مالية كبيرة، فالموقع بحاجة ماسة إلى لوحات إرشادية، وسفلتة الطريق المؤدي للموقع وهو لا يتجاوز الـ500 متر طولي من الطريق العام، وإنارة الموقع بعدد لا يتجاوز 100 عامود إنارة، ودورة مياه، مبيناً أن توفير هذه الخدمات الأساسية، سيغير من خارطة الجبل، وسيكون موقعا مناسبا للاستثمار السياحي، وسيكون رافداً كبيراً في استثمارات الأمانة من خلال تأجير "أكشاك" المواد الغذائية والمطاعم وبوفيهات الوجبات السريعة ومواقع تأجير الخيام والدراجات النارية وبعض الألعاب الترفيهية.
وبدوره، أوضح نائب رئيس مجلس بلدي الأحساء ناهض الجبر في تصريح إلى "الوطن"، أن المجلس تقدم بمقترح إلى الجهات التنفيذية في أمانة الأحساء، تضمن الاستفادة من موقع الجبل وتحويله إلى متنزه "بري" للشباب على غرار متنزه "الثمامة" في منطقة الرياض، والاستفادة من تجربة جهات الاختصاص في الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض وأمانة الأحساء في تحويل "الثمامة" إلى معلم سياحي في الرياض، تمهيداً لتطبيق هذه التجربة في موقع "جبل الأربع" في الأحساء.
وأضاف أن مقترح المجلس، أكد على توفير المقومات الضرورية كمعلم سياحي، وهي توفير لوحات إرشادية، ودورات مياه، وصهاريج مياه متنقلة، وزراعة الموقع بالمسطحات الخضراء والأشجار البرية، وإنشاء ملاعب رياضية، وتوفير الإنارة الكافية للاستفادة من الجبل خلال ساعات الليل.