يبقى موسم ربيع البهجة الأخضر ينثر عبير الوفاء على أطياف المشاعر الإنسانية، يرتوي من كظائم أيدٍ بيضاء لا تنتظر الثناء، وفأل حسن يتدفق بالعطاء لتتزاحم صور المحبة في كل لقاء.

وحين يمتطي رجل الأعمال سفير القدوات الحسنة ناصر بن عبد الله العواد صهوة المبادرات باتجاه مضمار جبر الخواطر وساحات تتويج الرواد، فإنه يعكس أصالة مجتمعنا السعودي في مملكة الأمجاد.

فتشت في صفحات الأيام، وسجلات الأعوام عن عمل مشابه في مجتمعات خارح الوطن، لهذا الثراء الإنساني النادر، المترع بصفاء النفس، أصالة المبدأ، سمو الأهداف، وأبحرت نحو اتجاهات وأزمنة متفرقة حتى رسيت على جزر مليئة بقصص ومواقف لا تخلو من الكرم والسخاء.


لكن الفكرة الجريئة من مؤسسة «قدوات عطاء ووفاء» نادرة وغير مسبوقة، يُحسب لها التفرد، واستشراف المستقبل، وقراءة منصفة لمسيرة أولئك الصفوة، وما قدموه لوطنهم وقيادتهم وأمتهم.

في بداية عامنا الهجري الجديد اتجهت بوصلة قدوات إلى محافظة النماص، لزيارة وتكريم الشيخ تركي العسبلي وتهنئة الشيخ فهد العسبلي.

تجسدت في اللقاء أجمل معاني المودة والاعتزاز، بين جيلين، جيل الآباء الكرام، وجيل الشباب الطموح، وما يربط بينهما من مواثيق الشيم والقيم والعادات.

حضر وشارك في المناسبة مع مدير المؤسسة رموز من أهل الوفاء في صف مهيب على أرض، انتشت بردودة بليغة ألقاها نيابة عن شيخ شمل قبائل علكم ناصر بن عبدالله آل حامد، وترحاب صادق من المستقبلين.

وكان في مقدمة من حضر وشارك مع حفظ الألقاب، محمد أبوملحة، سعيد بن جرمان، سعيد بن هشبل، بندر آل مفرح، حامد فلقي، عبدالله الفصيلي، سعيد بن حموض،، عامر بن بده، عبدالله بن ضبعان، جلوي بن كركمان، سلمان عسكر، المهندس علي بن مسفر، عبدالله الشريف، مريح البشري، صالح الشريفي، سعيد مشهور، محمد بهران.

ورغم معاناته من المرض كنت أقرأ على قسمات وجه المحتفى به الشيخ «تركي العسبلي» عبارات الثناء، وإشراقة الامتنان، وصفاء الروح، كنت أستنطق اللحظات ماذا عساها أن تقول؟ بعد أن تحلق حوله كوكبة الأوفياء من مختلف محافظات المنطقة في موقف مؤثر أجزم أن ذاكرة منطقة عسير قد أضافته إلى صدارة لوحة شرف رصعها التاريخ بما تستحقه.

غادرت محافظة النماص العزيزة وأنا أشاهد مرور السحاب فوق تلك الجبال والروابي، وكأنها تبارك

هذا الانسجام الحضاري الاجتماعي واللُحمة الوطنية.

نعم نحن جميعنا أمة واحدة في بلادنا السعودية العظمى، بقيادتها الوفية وشعبها الطموح.