ويهدف هذا الأسبوع إلى توعية المجتمع بأهمية حماية البيئة والموارد الطبيعية والمحافظة عليها، لدورها المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، ورفاهية المجتمع، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وجودة الحياة؛ ولأن حماية البيئة والمحافظة عليها واستدامتها، مسؤولية مجتمعية يسهم فيها فئات المجتمع كافة، وليست مسؤولية مقصورة على جهة أو جهات بعينها، سوف أدلي بدلوي في هذا الموضوع بمناسبة أسبوع البيئة للتذكير.
كلنا يعلم أن تلوث المياه أخطر ضررا على الإنسان، لأهمية الماء وضرورته، ولا يستطيع أي كائن حي، مهما كان نوعه أو شكله، أن يعيش دون الماء، وتكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل إليها، فتعمل على تلوث المياه الجوفية، إضافة إلى أنها تعد مزرعة لتكاثر الكائنات الحية للأمراض، مثل الفئران والصراصير والذباب، كما يؤدي وجود المواد العضوية في النفايات إلى تحللها البيولوجي بواسطة الميكروبات، كالبكتيريا، ويتخلف عن هذا التحلل المواد السائلة والغازية السامة، مثل أكاسيد الآزوت، وثاني أوكسيد الكبريت والنيتروجين، فضلا عن تكاثر الحشرات الضارة، وهو ما يؤدي إلى تلويث التربة السطحية، والتأثير على نوعية المياه الجوفية، ورفع نسبة الأحماض فيها، مما يجعل التربة غير صالحة للشرب ولا للإنبات.
ولا يخفى على الجميع أن التلوث هو أخطر تهديد للبيئة، لما يسببه من أذى وضرر للحياة البشرية، أو لحياة الأنواع الأخرى، لضرره بالشروط الحياتية والنشاطات البشرية، أو بالمكتسبات الحضارية، وقد يبدد ويقضي على الموارد الأولية. والواقع أن التلوث طال كل شيء في الحياة، فالملوثات تصل إلى جسم الإنسان في الهواء الذي يستنشقه، وفي الماء الذي يشربه، وفي الطعام الذي يأكله، هذا عدا الآثار البارزة التي تحدثها الملوثات بممتلكات الإنسان وموارد البيئة المختلفة، والتي يسعى كل إنسان إلى الحفاظ عليها بل كل المجتمعات في كل الدول.
وسأتكلم هنا عن موضوع مهم يخص محافظة وادي الفرع، وقد تكلمنا عنه كثيرا ورفعنا للمسئولين، وهو موقع مرمى بلدية وادي الفرع الجديد، الذي استحدث في شمال قرية حنذ، قريبا من السكان والمساكن والمزارع والمناحل، والأودية ذات المياه الغزيرة.
هذا المرمى ستتضرر منه البيئة بل الإنسان والحيوان والنبات، وأملنا كبير في الله، عز وجل، ثم في المسؤلين في الأمانة وفي وزارة البيئة والمياه والزراعة للاختصاص، حفاظا على البيئة إبعاده شرق الطريق السريع، بعيدا عن تلك المنطقة السياحية الجميلة ونخيلها ومناحلها، التي كانت مصدر رزق الآباء والأجداد، وإلى اليوم قائم عليها الأحفاد في هذا العهد الزاهر.
هذا ما أردت إيضاحه.. والله من وراء القصد.